تأسس في 22 مايو 2012م
كباب وكفته!
2013-01-01 | منذ 11 سنة    قراءة: 2275
 علي سالم بن يحي
علي سالم بن يحي


الناظر لمشهد الرياضة اليمنية، وشخوصها، وقياداتها (الكرتونية)، لا يتعجب من حالات السقوط المتكررة للفرق والمنتخبات، وانحدار مؤشر الإخفاق إلى درجة متدنية، حد الصفر، هل الأسباب تتمثل في السماح لأصحاب (الخطيط والمطيط) الركوب على صهوتها، وهم بعيدون كل البعد عن الرياضة ومفهومها النبيل؟!

أم إن الواقع يقول (ما معك إلا الحاصل)، في إشارة إلى الرضا بالقسمة والنصيب، ولسان حال الاعتراف بان اليمن هذا مكانها الطبيعي بين القوم رياضياً!

اعتقد أن (موت) الانتماء، هو السبب لما يحصل من عك، و(دعس)، وانحدار مخيف، في وطن مليء بالمواهب والكوادر الرياضية، وليس اقل من دليل على ذلك، عندما نرى تلك الطيور تغرد خارج السرب، تكون محط الإعجاب والثناء، والتفوق.

العملية برمتها سببها غياب التخطيط والعمل المنظم، تبدأ من التعيينات الوزارية، فلا يهم أن يكون وزير الرياضة رياضياً، طالما وهو يحمل (شفت) توصية قائد عسكري، أو مسئول كبير، هو في الأساس لا تنطبق عليه شروط القيادة، فكيف ستكون (بضاعته)؟!!.

الاتحادات الرياضية، وما تشهده من انتخابات صورية، تذهب لمصلحة من يدمرون الرياضة، ويغرسون في نفوس الرياضيين مبادئ غير سوية تذهب نحو البيع والشراء، والتخاذل، تقتل الإبداع، وتحطم التنافس الشريف، وفي الأخير الخروج بنتيجة انعدامية في كل شيء، ما عدا انتفاخ كروش البعض- مع وجود استثناءات طبعاً في عينة الاتحادات والشخوص- كي لا أكون سوداوياً!

الأندية الرياضية، لا يبتعد حالها كثيراً، فهي عبد المأمور، وصنيعة الفساد والاستبداد، تظل محشورة في (بطن) سادتها، إلا من رحم ربي، وتقبل الظلم، والضيم على نفسها، وعلى شبابها، ومعها هرولت الرياضة نحو القاع السحيق، فكله كباب وكفته يا عم!

في إحدى قرى شبوة، شهدت مباراة كرة قدم بين فريقين من قريتين بينهما تحسس كبير، لم يجدوا حكماً مناسباً، فانبرى أحد الطيبين وقام بدور الحكم، وعند اشتداد اللعب والحماس مسيطراً، وقع الحكم في مطب كبير، يستدعي خروجه منه بسلام، التعامل بدهاء مع الواقعة، اختلف الفريقان حول صحة هدف، فهناك من يؤكد أن الكرة لم تدخل بكامل محيطها شبكة الخصم، وهناك من يقول هدف صحيح ورب السماء، الحكم يريد الخروج بنتيجة مرضية للطرفين، قال: "خلاص يا جماعة نحسبه (نصف هدف) للفريقين"! بمعنى تقسيم الهدف إلى (نصفين) على طريقة "نقسم الحب نصفين" وفي النهاية خرج الفريق الفائز بهدفين ونصف مقابل هدف ونصف للفريق المهزوم....ألا يستحق هذا أن نطلق عليه كباب وكفته!!!.

ما يجري على ملعب الرياضة اليمنية، مباريات تحمل في طياتها رسائل، مفيدة لعشاق الكوميديا، والضحك، وعلى جانب آخر مقرفة ومميتة لمن يحملون في عروقهم نبتة ضمير حي، وروح صدق، واعتزاز..ويا صنعاء دوري..دوري..!

نقلا عن أخبار اليوم



مقالات أخرى للكاتب

  • سلق بيض !!
  • على هونك يا شيخ!
  • وظيفة وعمره !!

  • التعليقات

    إضافة تعليق