تأسس في 22 مايو 2012م
سقوط سانتوس
2023-12-17 | منذ 4 شهر    قراءة: 486
 محمد العولقي
محمد العولقي

 

تسمر البرازيليون.. المتعاطفون و الشامتون و الأنصار في ذهول أمام التلفزيون البرازيلي الرسمي غير مصدقين النبأ العظيم الذي ينعي بأشد العبارات الحزينة هبوط سانتوس إلى دوري المظاليم بعد نفوذ درامي دام 111 عاما.

 

لقد ضربت صاعقة الجنون أهم مفصل في جسد الكرة البرازيلية .

حلت الفاجعة انتشر وباء الكارثة..سقطت المأساة على رؤوس البرازيليين من حالق كجلمود صخر حطه السيل من عل.

 

هل فعلا غادر الشعراء بيت القصيد بكل هذا التفتت الحزين و الزخم الجنائزي المهيب ؟ 

هل حقا انتحر الأمل الموغل في جباه سمراء ليس لها سوى العويل و النحيب على أبواب ماض تليد.

النقطة السوداء التي لوثت الرداء الأبيض.. كبرت.. تضخمت .. توحشت.. استحالت إلى ليل كئيب أسود الطيلسان.

 

هبوط سانتوس إشهار موجع اهتزات لهوله المدارات و الأفلاك، إشهار القرن بامتياز، إشهار ليس كباقي الإشهارات.

 

هذا لأنه يؤرشف أكبر فاجعة تضرب البرازيليين منذ أن علمتهم قدم الملك بيليه أن كرة القدم في سانتوس ماء و هواء و رغيف خبز و شراب مستساغ فيه لذة للشاربين.

 

عندما رحل كبير البرازيليين بيليه الذي صاغ مفاهيم الكرة الحديثة في سانتوس

و علمهم أن الكرة سحر و ألعاب مذهلة في سيرك الحواة..كان الموت كمن نزع عن الكرة البرازيلية قلبها..فأصبحت بعده كرة يتيمة بلا أب و بلا أم. * الكرة البرازيلية مع موت الملك و هبوط عزيز قومها سانتوس.. فقدت حرارتها

باتت باردة بلا أحاسيس و بلا مشاعر.. * غيب هادم اللذات و مفرق الجماعات ملك الكرة بيليه..اهتز عرشه..سقط تاجه.. فسقطت معه مملكة سانتوس.. اندحرت و اندثرت.. صارت مجرد زغرودة هاربة من أجندة الزمن في بيت العزاء.. * بيليه و سانتوس.. توأم.. جسد واحد.. إذا اشتكى بيليه من عارض صحي تداعى له سانتوس بالسهر و الحمى.. *مات بيليه..فانتحر سانتوس..أطفئت الأنوار للمرة الأولى منذ 111 عاما..و تم تشييع سانتوس إلى مثوى الهبوط.. غاب بدر بيليه..فأرخت هموم الليلة الظلماء سدولها على صدر الكرة البرازيلية.. يا لها من نهاية دراماتيكية حزينة تدمي القلوب و العيون معا..! انتهى كل شيء في فيمتو ثانية..لم يبق من مملكة بيليه سوى ماض تليد يلمع..و حاضر اليم يدمع.



مقالات أخرى للكاتب

  • الهجوم خير وسيلة للدفاع
  • سبحان مغير الأحوال
  • قمة البريميرليج بين ليفربول و أرسنال تنتهي بلا غالب و لا مغلوب

  • التعليقات

    إضافة تعليق