تأسس في 22 مايو 2012م
الاحتراف المدّمر
2012-09-16 | منذ 12 سنة    قراءة: 2590
 شكري الحذيفي
شكري الحذيفي

لا العقل بقي سليماً.. ولا الجسم سلم من العلل

الاحتراف المدّمر جرف «الثقافي» وأبقى النادي الرياضي


مثل السؤال الجدلي عن أيهما الأصل: الدجاجة أم البيضة؟ ونحن نسأل مسئولي الرياضة في بلادنا: ترى أيهما المؤسس للثقافة مكاتب الثقافة أم الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية؟! هل مازال القرار الوزاري لتفعيل “الثقافي” في الأندية ساري المفعول؟؟.. ولو كان كذلك, فما هي المعايير التي يعتمد المسئولون المعنيون على تطبيقها؟ وإن كان هناك تجميد للقرار الوزاري؟ فمتى حدث؟ ولماذا؟
وإذا افترضنا أن الاهتمام بتوافر “الثقافي” أيضاً في الأندية, بمثل الاهتمام بالجزء الرياضي وأن الإشراف من اتحاد أحمد العيسي لايزال موجوداً كذلك في أجندة الوزير معمر الإرياني.. ألا ينبغي استغلال فترة الاسترخاء الطويلة الأمد في تنفيذ البطولة الثقافية لأندية الدرجة الأولى والثانية, والثالثة بأسلوب الدوري الكل مع الكل لتحريك الجمود, وإحياء مايمكن بعثه الثقافة بالأندية من جديد وتفعيل القرار الوزاري؟
الثقافة لإكمال الديكور
إن إدارات الأندية فيها مسئول ثقافي لكنه فقط لإكمال النصاب لتشكيل تلك الإدارات.. فلا فعاليات, ولا حتى مطويات أو أنشطة ثقافية, ولا وجود للمكتبة الالكترونية في معظم الأندية الممتازة, وذات الإمكانات المالية والدعم الأعلى, ناهيك عن خلو بقية الأندية من الكتب والمجلات والدوريات المتخصصة سواءً بالشأن الرياضي, أو الإصدارات الجديدة من المطبوعات اليمنية والعربية والأجنبية ذات الفائدة لرفد مكتباتها بما يمنح الزائرين إلى الأندية فرصة الاطلاع إلى جانب اللاعبين والجمهور والمحبين..
بل إن أندية مصنفة في دوري الدرجة الأولى, خالية من حيز مخصص للمكتبة الثقافية, وهي فقيرة جداً لما له صلة “بالثقافي” الذي يعلنونه في لافتة على المقرات “نادي “....” الرياضي الثقافي الاجتماعي” فمقراتها تهتم بالرياضي, وتسقط مسئوليتها عن الجانبين الثقافي والاجتماعي.. وإن وجدت بعض الأندية التي تمتلك مكتبات فهي ديكورات لتزيين المقرات, وكتبها عتيقة, وغير متخصصة, ولاتوجد كوادر تشرف على أية مسابقات ثقافية داخلية حتى في رمضان يتم التركيز على الشق الرياضي ويهمل الثقافي..
العقل ليس سليماً والجسم عليل
العقل السليم في الجسم السليم..الرياضة والثقافة عينان في رأس واحد حكمتان تشيران إلى أهمية التنمية لثنائي الرياضي والثقافي ، في الأندية التي كانت منذ تأسيسها مناهل ثقافية ومشاعل للتنوير وصقل المواهب المتفوقة علمياً ، بقدر التقدم الذي تحرزه في الإنجازات الرياضية ، وتدريب الفئات العمرية واكتشاف قدراتهم وتحويلهم إلى نجوم في شتى الألعاب الأكثر شعبية وقتها كرة القدم ، السلة ، الطائرة ، تنس الطاولة . بصورة خاصة ، ثم اتسعت لتشمل ألعاب الجمال ، والقوى ، وسائر الألعاب الرياضية فلا العقل بقي سليماً في الأندية ، ولا سلم الجسم من العلل !!
ولأننا انضممنا إلى الدول الآسيوية التي كان لابد لها من التحول إلى الاحتراف بدلاً عن الهواية إذا بنا ننجرف إلى طور الاحترافية دون التقيد بالتدريج فأصاب الأندية آثار عاصفة الاحتراف المدمرة ، لأنها انخرطت في الاحتراف دون التخطيط المناسب ، واتخاذ الأسلوب الذي يقيها من الوقوع في الصدمة اتي أطاحت بقدرتها على أداء ماعليها تجاه الألعاب الأخرى غير كر ة القدم ، وتم إهمال الجانب ا لثقافي وحتى حالة نهوض آخر.


مقالات أخرى للكاتب

  • من الاجتماع التاريخي لجمعيتنا الإعلامية لفتتان..!! **
  • الجمعية.. فجر جديد لإعلامنا الرياضي
  • حقد اسود .. خصومة فاجرة

  • التعليقات

    إضافة تعليق