تأسس في 22 مايو 2012م
جائزة العبث الرياضي
2012-05-28 | منذ 12 سنة    قراءة: 2367
 نشوان دحان
نشوان دحان

يستحق اتحاد كرة القدم اليمني بجدارة جائزة المركز الأول كأفضل اتحاد رياضي يجيد العبث والفوضى،بل والتفنن في ابتكار أحدث الطرق لممارستهما وتجسيدهما في كثير من قراراته التي لايمكن وصفها سوى بالمزاجية والعبثية.
نهاية الأسبوع الفائت أصدرت لجنة المسابقات التابعة لاتحاد الكرة تعميماً يتضمن تأجيل مباراة أهلي تعز وضيفه وحدة عدن إلى أجل غير مسمى استناداً إلى طلب تقدمت به إدارة الوحدة بسبب مقاطعة لاعبي الفريق للتمارين والمباريات على ذمة تأخر مستحقاتهم المالية..قرار يؤكد في مضمونه استمرار انتهاج العشوائية والارتجالية في قرارات الاتحاد الذي يخضع لأمزجة القائمين عليه بعيداً عن القوانين واللوائح المعروفة.
لم أسمع قط في أي بلد بالعالم مثل هذا الأمر..والمعروف أن إدارات الأندية تتحمل مسئولياتها في معالجة مشاكلها الخاصة وتبعات سياستها،فيما يتعين على الاتحاد المعني أو لجنة المسابقات التابعة له احترام حقوق الفرق الأخرى من خلال الالتزام بالمواعيد المحددة سلفاً وعدم اللجوء إلى التأجيل إلا عند الضرورة القصوى.
إنها في الحقيقة سنة سيئة ابتدعتها إدارة وحدة عدن بتشجيع من اتحاد الكرة ، قد تفتح أمام إدارات الأندية الأخرى باب التطنيش على مصراعيه لكسر ظهور اللاعبين من خلال التعامل مع حقوقهم المالية بشيء من اللامبالاة والتساهل. 
أتساءل هنا:هل كان اتحاد العيسي سيوافق على طلب كهذا لنادٍ آخر لايرأسه الشيخ عيدروس العيسي شقيق حاكم الكرة اليمنية؟؟.
ليس بوسعي الجزم نفياً أو تأكيداً كما ولست مخولاً بالإجابة على هذا السؤال ، فوحدهم أصحاب القرار في اتحاد الكرة معنيين بالإجابة غير أني أتذكر جيداً تشدق البعض باللوائح والحرص على انتظام المسابقة حينما تقدم نادي العروبة بطلب تأجيل مباراتهم مع شعب إب لمنح لاعبيه بعض الراحة قبيل مواجهتهم مع فريق اربيل العراقي في كأس الاتحاد الآسيوي.
لا أنكر أني تعاطفت حينها مع العروبة الذي يمثل الكرة اليمنية في هذا المحفل الآسيوي ومع مدربه الشاب محمد صالح النفيعي الذي كان يخشى إصابة لاعبيه قبيل لقاء اربيل المصيري ، لكني في داخلي كنت سعيداً بهذا الحرص الاتحادي على الالتزام بمواعيد المسابقة،خصوصاً أننا في اليمن متأخرين جداً عن دوريات بقية بلدان العالم. 
لست أدري لماذا تبخر هذا الحرص الآن؟ الأكيد أن الموضوع برمته مرتبط بمزاج «الشيخ» الذي يمتلك وحده حق اصدار القرارات وتعميمها باتصال تلفوني إلى «أراجوزات» لجنة المسابقات ليقوموا بطباعتها وإرسالها إلى الأندية وفروع الاتحاد في المحافظات دون الحق في المناقشة أو إبداء الرأي.
حينما خرج شباب 11 فبراير إلى الساحات ثائرين لم تكن ثورتهم تستهدف شخص علي عبدالله صالح بقدر مااستهدفت صنمية هذا الرجل الذي ظل الحاكم الفرد ـ الأوحد ـ والمتحكم بمصير البلاد والعباد وجميع القرارات على مدى سنوات حكمه سقط صنم صالح،..لكن أصناماً عديدة لاتزال قائمة تجسد كل يوم معاني التفرد والعبث..ترى متى ستنتفض الأندية وتشعل ثورة حقيقية على أصنام الكرة؟.


مقالات أخرى للكاتب

  • أنثى اليمن ولعبة العنف
  • أعداء العيسي !!
  • أزمة ثقة !!!

  • التعليقات

    إضافة تعليق