تأسس في 22 مايو 2012م
الإعلام الرياضي مواجع ترفض التطبيب
2013-04-15 | منذ 11 سنة    قراءة: 2731
 سعيد باشعيب
سعيد باشعيب

الإعلام الرياضي مشكلة لا تزال تلقي بظلالها على وزارة الشباب و الرياضة , و تمثل الملف الصعب الذي يستعصي إلى الآن فك رموزه و حلحلة عقده , فما بين الفينة و الأخرى تطل قضية الإعلام برأسها باحثين لها عن حل يعيد الكيان الغائب إلى سابق عهده كغيره من الاتحادات ليقوم بدوره في تنظيم و رعاية الصحافة الرياضية ..
* أو قطرات غيث المؤتمر الوطني للرياضة , و على هامش انعقاده تجلت فرصة سانحة تشكلت على إثرها لجنة مؤقتة أسند لها ترتيب أوراق الاتحاد المبعثرة و محاولة لملمتها و من ثم التهيئة و الإعداد لانتخابات تفضي إلى تشكيل قيادة جديدة يؤمل عليها إعادة الاتحاد إلى واجهة العمل و التحديات و الإسهام في خلق بيئة إعلامية رياضية أكثر نقاء و أفضل استواء تساعد في تحمل الإعلام الرياضي لدوره على أكمل وجه بعيد عن المناكفات و التجاذبات غير السوية ..

* خطوة تشكيل اللجنة المؤقتة انقسم الإعلاميون في موقفهم منها و لكل وجهة نظره , و هذا أمر لا يبعث على الاستغراب , بينما المواجهة الحادة و المتشنجة لا أرى داع لها , على الجميع أن ينظر إلى هذا الحدث على أنه اجتهاد نابع من حرص و بادرة تصب في البحث عن مخرج للمشكلة العالقة .. و نقر بأن للطرف المعارض مبرراته التي تنبع أيضا من حرصا مماثل خلاصته حل المشكلة بالطرق الرسمية و القنوات الشرعية , و من الموقفين يتضح أن قضية الإعلام الرياضي ترفض التطبيب , و ربما تضاف في قادم الأيام آلام و جراح تستنزف ما بقي إن كان قد بقي شيء ..

* باعتقادي أن مشكلة الإعلام أكبر من مجرد غياب للكيان الراعي و المدبر و المنظم للأمور , الإعلام مر و يمر بحالة عهر و خبث تلوث على إثرها بجراثيم و علائق يصعب الخلاص منها بسهولة , فالسياسة القذرة و الأنا البغيضة , و عصبية الفكر و الاتجاه و الميول كلها مجتمعة فعلت سحرها بهذا الكيان و فرقته شذر مذر , و أوقعته في مستنقع في بيئة تعصف بها زوابع الصراع على السيطرة ..

* إن العلة الحقيقية و الضالة التي يبحث عنها الإعلام الرياضي هي غياب العفة و النقاء العقلي و الوجداني في منتسبيه , هذه قيم ظلت طريقها إلى النفوس , ففسدت النوايا و ساد الجشع و الطمع و حلت قيم أنتجت التشتت و التمزق .. لقد تم هجر القيم النبيلة عمدا و تم اللهث وراء الماديات بدون مراعاة لأي ضرر فوقعنا في الأوحال النتنة , و للأسف الشديد أن هناك من يتغابى عن الحقيقة , و يلتمس النجاة من المنفذ الضيق ..

* على وزير الشباب و الرياضة أن يرفع رأسه من الرمل في هذه المشكلة , و يستوعب حقيقة ما حل بالإعلام الرياضي كي يتخذ الموقف الصحيح و لا يهم التبعات طالما و القرار يستند لمسوغات قانونية , و حتما ستهب عاصفة شديدة نظرا للتباين السائد و لكنها في الأخير ستضع الإعلام الرياضي في الموضع السليم عندها سيبقى من لا يعجبه العجب خارج الدائرة و لا ضير في ذلك .. على الوزير ألا يفكر في الرافضين و المؤيدين فالأهم من كل هؤلاء الوطن , لقد مرت عليك أيها الوزير فترات عصيبة خرجت منها صلبا , فامضي هنا أيضا فالوجع في خدمة الأوطان مستعذب .. رأيت المواقف من مؤتمر الرياضة و قبلها الانتخابات و لن تنتهي بمشكلة الإعلام الرياضي و لكن المرء يقرر و يستريح عندما يكون على الحق و الصواب .. و أختم ببيت لأبي تمام : بصرت بالراحة العظمى فلم أرها ** تنال إلا على جسر من التعب


مقالات أخرى للكاتب

  • الحلم الحضرمي بأيدي بائسة
  • مؤتمر الرياضة .. من الاحتضار إلى الانتصار

  • التعليقات

    إضافة تعليق