تأسس في 22 مايو 2012م
محبتي لأندية تعز!
2012-12-01 | منذ 11 سنة    قراءة: 2343
 وليد جحزر
وليد جحزر


أخيرا حط رحال الكأس في تعز كما كان متوقعا بوصول قطبين من المدينة الحالمة للنهائي المثير لأول مرة في تاريخ هذه البطولة، جاء الكأس على اكتاف أبناء القلعة الحمراء الى مدينة تعز التي تعشق كرة القدم حتى النخاع، جاء ليكمل اللوحة الرائعة في التتويج التي كان قد اختطها نادي الصقر من خلال انتزاعه لقب الدوري ايضا في الآونة الأخيرة أكثر من مرة قبل هبوطه المتعمد وعودته المتجددة.
وهذا التتويج المتواصل يثبت ان أندية تعز باتت تعيش ربيعا كرويا بديعاً، نطالب باستمراراه رغم التحديات، وبهذا الكأس يكون الأهلي قد ودع سنوات طويلة من القحط، تحديدا منذ آخر لقب في الدوري قبل الوحدة اليمنية العام 86م، وان تعود الفرحة بعد اكثر من 25 عاما من الانتظار فهذا يعني الكثير لعشاق القلعة الحمراء في المدينة الحالمة.
علاقتي بأندية تعز بدأت مبكرة وارتبطت ببحثي عن النادي الذي أود الانتماء اليه، وهو ما حدث بعد مراقبة وفترة تأمل طويلة، استذكر الآن مشاهد من تلك اللحظات البعيدة حين كان الطليعة يستهويني في البدايات بهدافيه ونقاء بياضه وإصرار مشجعيه، ولفترة مؤقتة قبل ان يقودني أحد أصدقائي المقربين للتعرف عن قرب على نادي الصقر العتيق، وتقربني الحكايات أكثر من المواهب الواعدة والصاعدة في النادي القادم من أروقة المدينة القديمة لأجد نفسي تلقائيا منتميا اليه، ومعلقا يومياتي بحكاياته وانتصاراته.
ومن لحظتها وأنا صقراوي الانتماء والهوى، أراقب وأشجع وأحتفي بأي إنجاز يحققه الصقر الذي كابد طويلا في مطلع التسعينيات قبل ان يصعد بين الكبار ويثبت انه نادٍ من طينة الكبار ايضا.
لست من هواة التعصب ابدا، وحين اتحدث عن انتمائي فان تناولاتي لا تتأثر بهذا البعد مطلقا فكل أندية تعز تستحق التشجيع والمؤازرة، ولكل نادٍ جمهوره وجاذبيته وحضوره على الساحة الكروية وفرحتي اليوم بأندية تعز صارت بحجم الدنيا وانا أرقبها تتنافس فيما بينها، وتبدع وتحاول ان تبحث عن أسماء جديدة واعدة تقدمها للساحة الكروية في اليمن عموما.
والحق ان أهلي تعز عانى كثيرا، قبل ان يتخلص من عقدته فالأزمة لم تكن في نقص المواهب أو انعدام اللاعبين الواعدين، بل كانت في غياب الإدارة القريبة من اللاعب، وهذا ما تحقق للأهلي حين جاء الى دفة القيادة رئيس للنادي من عمق الجماهير البسيطة والمتصلة بالناس، متمثلا ذلك في الصحفي المثقف فكري قاسم المحيا الذي يجيد الاقتراب من نفوس الناس العاديين فكيف اذا كان الحال متعلقاً بلاعبين يطرحون عليه همومهم ومشاكلهم وتحدياتهم اليومية بكل مصداقية وهو يتفاعل معها في المقابل بكل حب، ربما كان الصديق العزيز فكري حلقة وصل مؤثرة بين داعمي النادي ومحبيه المساندين وبين احتياجات فرق الأهلي الرياضية بمختلف مسمياتها، لكن ما ميز هذه الحلقة هو التحلي بصدق المشاعر والرغبة الجدية في صناعة الفارق وهو ما تحقق فعليا.
 وهذا هو ما ميز أهلي تعز هذه المرة، من خلال توفر قيادة إدارية قريبة من اللاعبين، ويمكن القول ان هذا هو أيضا ما تحتاجه غالبية الأندية اليمنية لتحقيق الإنجاز، القليل فقط من روح الاستماع والتضحية والجدية كي تكون النتائج الجيدة في متناول الأيدي، وهذه مساحة للتهنئة والود رغبت في تسجيلها في هذا الحيز مع إرفاق كل الامنيات الطيبة لأندية تعز بمواصلة العطاء والإبداع ومعايشة الأفراح والليالي الملاح، ويبقى التركيز الأكبر على التمثيل الخارجي المشرف، وتقديم سمعة لائقة بمستوى الكرة اليمنية في أي محفل خارجي مرتقب وهذا هو عشمنا في أندية تعز والعاقبة لبقية الأندية بالمسرات.
سوبر هاتريك
الأيادي البيضاء لمجموعة هائل سعيد أنعم في دعم أندية تعز تستحق الإشادة والتقدير لكن الأمر يجب ألا يقتصر على تضحيات هذه الأسرة الخيرة، والسؤال الذي نطرحه في هذه المساحة أين دور بقية رجال الأعمال في دعم مسيرة أندية تعز وماهو موقفهم من الإعراب..؟ مجرد سؤال لكنه بالتأكيد سؤال غير بريء على الإطلاق.


مقالات أخرى للكاتب

  • قرار لشق الصف!
  • كأس الرئيس “هادي” !
  • البطل الأولمبي وشيماء اليمن!

  • التعليقات

    إضافة تعليق