ماذا تمثل عودة ميلان للكرة الإيطالية؟

 

 ليس هناك مجال للشك أن الكرة الإيطالية من أقوى ما عرفه تاريخ كرة القدم على الإطلاق، إيطاليا التي كانت تقارع القوم في أوروبا بسيف واحد في العقد الماضي والذي تمثل في يوفينتوس، وقد أبلى بلاءً حسنًا رغم أنه حرم من معانقة الذهب الأوروبي لمرتين أمام برشلونة وريال مدريد على التوالي، كما شارك في جميع أدوار البطولة و قدم مستويات تليق بأحد كبار الكرة الإيطالية والعالمية.

 

الكرة الإيطالية التي خفتت أضواءها في السنوات الأخيرة وأصبح بخلها أكثر مما يجب في تصدير النجوم فتأثرت وبهتت وانعدمت إنجازاتها قبل اليورو الأخير. ولا شك أن هناك علاقة طردية بين قوة المنتخبات و قوة أندية بلدانها؛ فإيطاليا نفسها التي كانت تزخر بالنجوم في يوفينتوس وميلان وإنتر وروما ولاتسيو والبقية استطاعت تحقيق كأس العالم وغيره من البطولات الممكنة في تلك الفترات، وإسبانيا التي تربعت على عرش الكرة الأوروبية في العقد الماضي لم تكن لتصل لذلك المستوى لولا نجوم أنديتها.

 

قد يقول قائل أن منتخبات مثل البرازيل قوية على الرغم من ضعف أنديتها!  والحقيقة أن أنديتها ليست ضعيفة كما يروج؛ فهذه الأندية استطاعت أن تقارع كبار أوروبا في بطولة كأس العالم للأندية وحرمتهم من عدة ألقاب أيضًا، كما أن هذه الأندية هي من تصنع وتصدر أعتى اللاعبين للكرة الأوروبية واللذين غالبًا ما يكونون الأفضل داخل فرقهم على غرار مارادونا وميسي و الظاهرة ورونالدينيو؛ فيصبح لهذه المنتخبات لاعبين مخضرمين لعبوا في أكثر من شكل، فنانين كرويًا ويملكون الموهبة الصرفة كما هي العادة بين لاعبي دوريات بلدانهم، وأقوياء بدنيًا أذكياء تكتيكيًا وتكنيكيًا لما يتعلمونه ويمارسونه في أوروبا.

 

إذن عودة ميلان لشيء مما كان عليه مع توقعات تقول أنه سيكون أقوى في السنوات القادمة بعد الاستقرار الذي شهده الفريق و وجود لاعبين شباب جيدين بمستوى ما زال يرتفع يومًا بعد يوم، وتواجد مالديني الذي كان من أهم الأسباب التي أعادت ميلان إلى واجهة الكالتشيو. وقبلها عودة الإنتر؛ وأشياء أخرى كـ تواجد مدرب مثل مورينيو في روما، و ساري في لاتسيو، والمرحلة الجديدة التي يعيشها يوفينتوس.

كل هذا سيجعل من الكرة الإيطالية أكثر تنافسية وقوة فلا يبقى إلا من يستحق، أما الزبد فسيلفظ بلا أدنى شك؛ وبالتالي ستكون بيئة مفعمة بالنجوم واللذين سيعيدون الكرة الإيطالية لسابق عهدها والمنتخب إلى ما كان عليه.  ستكون بيئة مكتظة باللاعبين الشباب اللذين ستعمل أكاديميات الفرق بشكل أكبر لإخراجهم والاستفادة من مستوياتهم التي ستتحسن بشكل متسارع في ظل مسابقة تنافسية تحثهم على الإنفجار ولاعبين كبار ومخضرمين يمدونهم بعصارة خبراتهم الرياضية.

 

ومن البديهي أن إيطاليا التي حرمت من الوصول إلى نهائيات كأس العالم لمرتين على التوالي لم يكن ليصل بها الحال هكذا في ظل إزدهار فرق دوريها، فلطالما كان المنتخب الإيطالي زاخرًا بنجوم الكالتشيو واللذين جعلوا منه واحدًا من كبار القارة والعالم. كما أننا شاهدنا تتويجه الأخير بكأس الأمم الأوروبية بعد عودة الانتر وتحقيقه لقب الدوري، و تحسن ميلان وبقية الفرق بشكل واضح.

 

حيث أن نسبة كبيرة من لاعبي المنتخب جاءوا من الكالتشيو.

المنتخب الذي حقق اليورو والذي لن يغيب أبدًا عن نهائيات كأس العالم 2026، لن يعود لسنوات الضياع، لأنها لا تليق بالطليان.


الرياضي نت
https://alriadi.com

رابط المقال
https://alriadi.com/articles-941.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-27 01:04:56