تأسس في 22 مايو 2012م

ميجان رابينو: تؤكد ثقتها في استمرار الرياضيين في التعبير عن أرائهم

متابعات
2020-12-29 | منذ 4 سنة

رابينيو

 كانت احتجاجات نجمة كرة القدم الأمريكية ميجان رابينو ضد العنصرية ومن أجل العدالة الاجتماعية شيئا مألوفا في يوم ما، لكن رابينو التي تعد أشهر لاعبة كرة قدم في العالم لم تتمكن من القيام بذلك على الملاعب منذ فترة طويلة. فقد كانت لحظات التعبير عن الأراء السياسية تتدفق من جانب رابينو مثل لحظات الاحتفال بالأهداف والألقاب، لكن الحال تغير مع التوقف المؤقت للمنافسات في ظل أزمة جائحة كورونا والمخاوف الصحية، ومع ذلك أكدثت رابينو ثقتها في أنه لن تكون هناك عودة إلى مبدأ “الرياضيون يجب أن يركزوا على الرياضة فحسب”.

وقالت رابينو في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “الناس يتخذون القرار الآن بوعي حقا، ويختارون ما بين الرغبة في المشاركة من عدمها.” ورغم هيمنة أزمة كورونا على المشهد الرياضي بشكل كبير خلال عام 2020، فقد شهد العام نفسه تحول تركيز المزيد والمزيد من الرياضيين إلى القضايا والتحديات الاجتماعية. وكانت رابينو قد توجت للمرة الثانية ببطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات، عبر نسخة عام 2019، في الوقت الذي كانت تخوض فيه مواجهة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وبعدها بعام واحد، شهدت الساحة الرياضية موجات احتجاجية على نطاق واسع ضد تعرض أفراد من ذوي البشرة السمراء للعنف والقتل من جانب الشرطة الأمريكية، مع رغبة البعض في تنظيم اعتصامات.

وأشارت رابينو إلى أن الأمور تطورت لدى أصحاب البشرة البيضاء لما هو أكثر من الموقف السلبي المتمثل في مجرد التعجب أو التعاطف. وأضافت أنه أصبح من السهل التعرف على موقف الشخص ومدى رغبته في التغيير والمساعدة على إيجاد الحلول بدلا من ان بكون جزءا من المشكلة.

وأشارت إلى أنه على مدار سنوات، كان دور اللاعبين يقتصر على المراوغة وتسجيل الأهداف والتسديد وربما تقديم بعض الأعمال الخيرية، لكن دورهم في تحسين العالم كان محدودا. وكان كولين كوبرنيك لاعب كرة القدم الأمريكية قد أثار حالة من الجدل عندما قام بالجثو على ركبة واحدة خلال عزف النشيد الوطني، حيث أثار غضب البعض لكنه ألهم البعض أيضا، وكان من بين الذين ألهمهم، رابينو المتوجة بجائزة أفضل لاعبة كرة قدم في عام 2019 والتي حذت حذوه. وقالت رابينو: “أعتقد أن هذا الأمر مهم لكنني أرى أن الأكثر أهمية هو: ماذا بعد ذلك؟.” وأضافت: “أعتقد أننا ربما مازلنا نركز بشكل أكبر على تصرف الجثو على الركبة أكثر من التركيز عما كان يعبر عنه كولين من خلال ذلك.” وكثيرا ما كانت المنظمات الرياضية تفرض قيودا تمنع التعبير عن الاحتجاجات السياسية وإبقاء الجني في القمقم، لكن الأمر اختلف الآن في عدة رياضات ومن بينها كرة القدم، حيث بات بإمكان اللاعبين الآن التعبير عن احتجاجاتهم على أرض الملعب. لكن اللجنة الأولمبية الدولية لا تزال تحظر على الرياضيين، من خلال قوانينها، التعبير عن الأراء أوالاحتجاجات خلال المنافسات الأولمبية. فكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد أدانت قيام تومي سميث وجون كارلوس بتوجيه تحية “بلاك باور” (القوة السوداء) خلال وقوفهما على منصة التتويج في أولمبياد 1968، واعتبرت ذلك انتهاكا لميثاقها كما هددت بإقصاء الفريق الأمريكي بأكمله في حالة عدم إعادة سميث وكارلوس إلى بلادهما على الفور، وقد عادا بالفعل. وترى رابينو أن هذا الأمر لا يمكن استمراره في الوقت الحالي كما تعتبر تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 إلى العام المقبل، بسبب جائحة كورونا، بمثابة فرصة للكثيرين لوضع بصمتهم داخل ساحات المنافسة الرياضية وخارجها. وأضافت بشأن القواعد المعنية بهذا الأمر لدى اللجنة الأولمبية الدولية :”أرى أنه ما كان يفترض بهم أن يضعوا هذه القاعدة منذ البداية. فقد كان من الواضح أن هذا بمثابة قصر نظر وحماقة وأضر بالأهداف بشكل عام.” وتابعت رابينو: “سيكون لديكم رياضيون يستخدمون أصواتهم. أعتقد أننا تجاوزنا نوعا ما مرحلة التساؤل (ما بين التعبير عن الرأي من عدمه)”. وأضافت في إشارة إلى الدورة الأولمبية: “سيكون هناك رياضيون من كافة أنحاء العالم، وتلك الحركة المعنية بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية انتشرت حقا في العالم بأكمله.” وكانت رابينو قد نشرت سيرتها الذاتية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي واختتمتها بملاحظة حملت روح التفاؤل، حيث ذكرت فيها أن المعركة من أجل العدالة تشهد تطورا إيجابيا. واختتمت رابينو: “أعتقد أن عام 2020 يمكنه أن يصبح لحظة محورية مهمة للغاية في بلادنا للعديد من الأسباب المختلفة.”


آخر الأخبار