تأسس في 22 مايو 2012م
اليمن و سيرلانكا مواجهة لعبت في الظلام..
2023-10-17 | منذ 6 شهر    قراءة: 308
محمد فيصل
محمد فيصل

 

قبل الحديث عن أي شيء التأهل بالنسبة لمنتخبنا لم يكن هو التحدي، بل ترقب الجمهور ملامح للمشروع الذي يقوده ميروسلاف سكوب منذ ما يقرب العام، رغم أن الأخير جاء بشروط لكنه تغافل عنها تماماً.

ما الذي يريده الجمهور اليمني مِنْ سكوب؟ سكوب مدرب معروف عنه البناء و لا شيء غير البناء، لذلك مِنْ غير المنطقي أن نطلب مِنه أكثر من ذلك في ظرف عام، و نحن الذين شاهدنا في الأمس صورة باشنفر في أحدى الصفحات الرياضية اليمنية مدون أعلاها "مهندس إنجازات الكرة اليمنية الحديثة" لا أعرف جودة الأصناف التي يتعاطها محرر هذه العبارة لكنه أسوء من النوع الذي يتعاطونه في ملعب الإمارات عندما طلبت مِنْهم إدارة ليفربول تحسين العرض المقدم لضم لويس سواريز.. في الواقعة المشهورة.

 

بالعودة إلى السؤال.. كان الجمهور اليمني ينتظر من سكوب أن يبني منتخب بملامح واضحة مستغلاً بذلك 60 أسم موزعة بين منتخبات الناشئين و الشباب و الأولمبي.

عليه أن يخلق طريقة لعب تتناسب مع أمكانية المجموعة و أن يختار الأسماء بناء على ذلك، الكرة اليمنية منهكة و الإتحاد غير قادر على التحضير للإستحقاقات المهمة خارج حدود القاهرة و دمياط، لذلك كنّا ننتظر أن يظهر المنتخب بنهج واضح، مثلاً أن يعتمد على التأمين الدفاعي مع تقارب الخطوط و اللعب على المرتدات و التحولات السريعة.

لكن ذلك لم يحدث، في مباراة الذهاب أفتقر المنتخب لأساسيات كرة القدم، ترابط الخطوط، التدرج باللعب، الخروج السلس بالكرة، دقة التمريرات الخارجة من أقدام لاعبينا...الخ.

في الشق الدفاعي كان منتخبنا عرضة لتلقي أهداف مع كل تحول هجومي لمنتخب سيرلانكا المتواضع، و بمهاجم وحيد يفتقد للمساندة كانت الكرة تنتهي بإنقاذ إما خطأ تكتيكي أو تشتيت أو إبعاد للكرة. ناهيك عن طامة الكرات الهوائية التي لا يجيد مدافعي الأحمر و من خلفهم حارس المرمى التعامل معها لو بنسبة 20%.

بالمختصر نريد أن نؤسس طريقة لعب خاصة بالكرة اليمنية لأننا سنواجه في دور المجموعات منتخبات من المستوى الأعلى، نريد تنظيم دفاعي و حسن توظيف للكثافة العددية في الثلث الأخير قبل أن نفكر بالهجوم، نريد أن نلعب بأسلوب المنتخبات الصغيرة عندما تواجه منتخبات من مستويات أعلى و من خلال تعقيد الطريق إلى مرمانا و تعطيل مفاتيح لعبها، و أن نحاول أن لدغ من خلال التحولات السريعة بعدد مناسب من اللاعبين.

تأهل المنتخب مخدر موضعي، لكن لن يلبث أن يزول في نوفمبر القادم، عندما نواجه الإمارات و البحرين ذهاباً و إياباً. هل فشل سكوب في توظيف المحترفين بشكل جيد؟ نعم بلاشك لقد فشل في ذلك.. فهم لا يقدمون شيء للمنظومة.. لا يجعلون مَنْ حولهم يلعب، تكرر مشهد ال 30 متر الفارغة بين خط الوسط المتأخر و خط الهجوم في المبارتين مع أن الخصم منتخب سيرلانكا القادم من فترة تجميد طويلة للنشاط الكروي، و الذي ينخرط نجومه في مسابقات محلية و أبرزهم أسمين أحدهم في كيرلا و الأخر في فريق جامعات عليجار تحت 20 سنة.

في وجود ناصر محمدوه و اسماء أخرى لم يسيطر منتخبنا على خط الوسط بشكل فاعل، لم يسجل من جمل تكتيكة، لم نشاهد الحدة و الكثافة، كانت المبارتين أشبه بكرة قدم الشوارع بين فريقين سيتأهل في النهاية الأقل سوء بينهما.

منذ عقود لم تشهد الكرة اليمنية تواجد كم هائل من اللاعبين في مراكز مختلفة تمنح المدرب مرونة تكتيكية ليلعب 120 دقيقة و ليس مجرد 90 كما هو الآن، لكن في حضرت سكوب لم يحدث شيء، على عاتق اللجنة الفنية و لجنة المنتخبات في الإتحاد مهمة تقييم الأمور، و في حال عجزت عن ذلك سيكون من الجيد لو انها تمنح رقم هاتفه الشخصي للمدعو راجح القدمي ليضع النقاط على الحروف.



مقالات أخرى للكاتب

لا توجد مقالات أخرى للكاتب

التعليقات

إضافة تعليق