تأسس في 22 مايو 2012م
المتابع الرياضي العربي متقبل مجتهد وسلبي
2021-01-14 | منذ 3 سنة    قراءة: 1140
محمد سالم
محمد سالم

 

 بصفة عامة المتابعين لاخبار كرة القدم في العالم العربي لا يخرجون من دائرة الاخبار والارقام والاحصائيات وفي اقصى الحالات بمشاهدة اكبر المباريات لغاية الفرجة فحسب دون تركيز او استنتاج،حتى ان الاغلبية يجهلون هوية الفرق والمنتخبات ولا يميزون بين اللاعبين، وهذا يعتبر عاديا ولكن عندما يتحول هؤلاء الى محللين ويستنجدون بارقام واحصائيات المجلات الرياضية والمواقع العالمية فهذا هو التعنت او التسلق، لان ابداء الراي يكون عن دراية ومواكبة عميقة يومية .

اذن المتابع العربي مجتهد في تصفح الاخبار واخر المستجدات ولكنه سلبي في التعامل مع هذه الاحداث والارقام، من بين اكثر الاشياء المحيرة فيما يتعلق باختيار وتقييم المدربيين، المتابع العربي يتصفح ويقيم، يحتفظ برقم ويقيم وكل هذا بتاثير الصحف العالمية، لان اليوم عندما نتحدث عن مدربين وجب الاستناد الى التجربة وثراءها وتنوعها والالقاب .عندما نتحدث عن الالقاب نسمع جوارديولا،مورينهو، ليبي،انشيلوتي وغيرهم ولكن هذا غير صحيح لان اكثر المدربين حصدا للالقاب السير فيرغيسون ،لوتشيسكو ولابانوفسكي. فجاة يتغير المعيار ويصبح افضل مدرب في العالم هو من يحقق نتائج حاليا ويبرز اسم كلوب وفليك وغيرهم ولكن كان من الارجح ان نركز على من بامكانيات بسيطة وصنع المستحيل مثل الثعلب الايطالي رانييري مع ليستر او بوكوتينهو مع توتنهام .

الصحف العالمية بحكم الارتباط والاشهار وضرورة الانحياز لطرف معين تغير المعيار و يصبح ثراء التجربة وتنوعها واختلاف الفرق والبطولات وقوتها هو المعيار ليكون كالعادة مورينهو وجوارديولا متصدرين ولكن غابت عنهم الحقيقة وجانبوا الصواب لانهم تناسوا عمدا مسيرة مدربين افذاذ مثل الراحل اراغونيس افضل المدربين الاسبان، كذلك صاحب الصولات والجولات في كل العالم هيكتر كوبر الذي انكروا جهوده ولقبوه بالمدرب المنحوس في حين انه من افضل الفنيين في العالم.

ولم يكتفوا بهذا حتى انهم شككوا في قدرة مدرب كبير كبيلسا الذي صنع الشيلي وحوله الى اقوى منتخبات امريكا وحول اتليتيكو بيلباو الى فريق فرجوي ويقنع ويصل نهائي كاس اوروبا للاندية ويزيح اليونايتد وغيره ويصل نهائي كاس اسبانيا بميزانية محدودة والان يعيد Leeds الى الرابطة الاولى بعد غياب 16 سنة و يقنع في كل مباراة. المدرب الناجح حسب وجهة نظري ليس من يحقق الالقاب ولكن من يترك بصمة في الفريق وينجز الكثير بامكانيات ضعيفة . المتقبل العربي يستمع ويقتنع ولا يجتهد لان كرة القدم هي مجرد لعبة وتمضية وقت بالنسبة له ومن الصعب ان يميز بين انواع المدربين لانه تعود على اخذ المعلومة جاهزة دون عناء ودون تفكير.



مقالات أخرى للكاتب

  • الكرة تخطيط ،الكرة إستراتيجية،الكرة عمل متكامل
  • تاريخ دربيات الكرة الإيطالية
  • صناعة الكفاءة التدريبية بين النظرة التونسية والألمانية

  • التعليقات

    إضافة تعليق