تأسس في 22 مايو 2012م
كأس "عالم" لا نعرفه..!
2014-07-06 | منذ 10 سنة    قراءة: 1850
 اسامة الشيخ
اسامة الشيخ
لو كانت الكرة تنطق حقاً، لغردت بمقولة الراحل المبدع محمود درويش :"صرت أشبه ما ليس يشبهني"!.. هذا أن كانت تنطق من الأصل بالعربية، فاعراسها الأخيرة لم تعرف منا سوى أبناء أحرار الجزائر..! لم تعد كرة القدم اليوم هي تلك التي كان نعرفها، وعرفها آباؤنا وأجدادنا من قبلنا.. كرة البراءة والنزاهة ومتعة الفقراء..


أنه العالم الذي تغير، فتغيرت معه، فلم يعد همها الأول والأخير سوى المال، ولم تعد رائحة تجذبها الا رائحة الدولار واليورو..! ورغم ذلك مازالت هي الساحرة المستديرة ذات السطوة والشهرة والجاه التي بدونها يفقد عالمنا اليوم أحد أبرز ملامحه..


أعتبارا من اليوم وعلى مدار شهر كامل لن يكون هناك حدث يسبق حدثها، لا حديث سوى عما سيدور في ملاعب البرازيل، نشرات الأخبار وعناوين الصحف والمواقع، واحاديث المقاه والمجالس، لا شيئ يهم عدا كرة تركض ويركض العالم على العشب الأخضر خلفها..


الفرصة سانحة أمام بوتين حتى لا يكتفي بالقرم وحدها، وحتى تدوي انفجارات الأسلحة الكيماوية في سوريا، وامام الحكومات لان ترفع الأسعار، بينما شعوبها لاهية تهتف لميسي ونيمار ورونالدو..! حتى "صنداي تايمز" لن تجد من يتابع وثائقها هذا الأحد، اللهم إلا إذا نشرت هذه المرة صورة لمستند قبض بإسم زعيم الفيفا جوزيف بلاتر..!


وبلاتر مازال هو الفائز الأكبر في مونديال البرازيل 2014 حتى قبل أن يبدأ، فقد أنشغل عنه منافسه الأبرز ميشيل بلاتيني بمحاولة تحسين الصورة من الاتهامات التي تطارده بخصوص ملف قطر 2022، في وقت نجح فيه بلاتر في تأجيل محاولات الأوروبيين تحديد عدد فترات ولاية رئيس الفيفا أو تحديد سنه الأقصى بسبعين عاماً إلى كونجرس العام المقبل، بعدما فرض هذا العجوز سيطرته على كونجرس الأمس بكلمات اعتادها عن وحدة وتضامن أسرة كرة القدم والنزاهة والشفافية والإصلاحات..


وعندما يجتمع العالم في كونجرس زيوريخ العام المقبل، سيكون تحديد سن الرئيس، تالياً لانتخاب بلاتر لفترة ولاية خامسة.. والرجل بطبيعة الحال غير طامع للبقاء في كرسي الرئاسة في سن التسعين.. "لاعيب" يا "جو"..! لن يكترث أحد اليوم مع أنطلاق كأس العالم، بما فعله أو سيفعله الرئيس، فالسؤال الأكثر إنتشاراً وإلحاحاً اليوم هو: "من ترشح للمباراة النهائية؟".. البرازيل مع إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا، أم الأرجنتين أوروجواي..؟


بيليه يتمناها البرازيل مع أوروجواي، ويبدو انه مازال يحلم بثأر بلاده ممن حرموها لقب مونديال 1950.. أما زيكو فيريدها بين البرازيل وإيطاليا، انه ثأر آخر يسيطر على أحد نجوم منتخب السامبا الجميل في مونديال 1982، وعندما سألوه: "ولماذا لم تفوزوا أنتم في ذلك اليوم؟".. قال: "فوزنا كان غير ممكن، فحتى لو سجلنا خمسة أهداف، لسجل روسي ستة.. الكرة لم تكن تريدنا.."! وبخلاف المنتخبات المشاركة في البطولة، فلن يستطيع أحد مزاحمتها في شهر المونديال سوى المحتجين البرازيليين بتظاهراتهم، فهم يرون أن الخبز أهم من كرة القدم..! ألم أقل لكم أن العالم تغير!.. فحتى أكثر بلاد الدنيا امتلاكا للمواهب واللاعبين، لم تعد تأكل كرة القدم كما كانت..! وعلى ما يبدو أننا نحن وحدنا الذين لم نتغير، فمازلنا نأكل ونشرب نفس المقلب كل أربعة أعوام، نخوض ضجيج التصفيات، والنتيجة صمت الفتات.. ثم نكتفي بتسليح من يمثلنا بخير الدعاء وأطيب الأمنيات..! لذا فلا نملك غيرها نقدمه لكم يا أبناء الخضرا، لكن أنتم لها.. فأنتم وحدكم من عليه ملأ فراغ غيابنا، والذي للأسف لا يشعر به أحد.. سوانا..! وكل مونديال وأنتم بخير.


أسامة الشيخ [email protected]


مقالات أخرى للكاتب

  • البرازيل تبحث في ما وراء الطبيعة!

  • التعليقات

    إضافة تعليق