تأسس في 22 مايو 2012م
القضية الرياضية غائبة عن الحوار
2013-08-26 | منذ 11 سنة    قراءة: 8074
 زكريا الكمالي
زكريا الكمالي

أشرف مؤتمر الحوار الشامل على الانتهاء، ومساء الأربعاء، قرأت خبراً أن فريق بناء الدولة في المؤتمر، قد توافق على 59 قراراً في أسس الدستور القادم، تنوعت هذه القرارات بين: سياسي، اقتصادي، اجتماعي..
في قادم الجولات، سيناقشون ما تبقى من رؤية وتصورات في الجوانب الأخرى: سياحي، تعليمي، ترفيهي، وسيقرون مادة تجرم سبّ الصحابة، ومادة تحرم اصطياد الجمبري في الصيف.. سيناقشون قضايا الأمة منذ خمسة آلاف سنة مضت وسيقفزون إلى المستقبل عبر آلة الزمن، لكنهم لن يلتفتوا لحاجة اسمها: رياضة..
على الرياضيين أن يعرفوا أنهم الأحق بلقب “الفئة المهمشة في المجمتع”, وليس الأحرار السود, الذين لديهم ممثل بليغ في قاعة المؤتمر اسمه نعمان, أجبر أصحاب البشرات واللحى البيضاء على التصفيق لذوي البشرة السوداء وتضامنوا بقوة مع قضيتهم الحقوقية العادلة.
من هو المهمش إذاً؟ الرياضيون أم عمال النظافة. على منتسبي الرياضة في اليمن ان يعترفوا انهم المهمشون الجدد, وإذا كان هناك متسع من الوقت, توكيل عضو المؤتمر “نعمان الحذيفي” بتبني القضية الرياضية في مؤتمر الحوار, فهو الظهر الوحيد لمن لا ظهر له, وربما يكون رياضياً, وشجع يوماً ما طليعة تعز.
قبل أشهر, كتبت عن ضرورة وجود القضية الرياضية في مؤتمر الحوار, قلت “أنه بإمكان الرياضيين أن يصرخوا، أن يسمعوا صوتهم لصناع القرار، ويقولوا لهم، دون خجل: “نحن بلد متخلف رياضياً، كما نحن متخلفون علمياً وصحياً وتعليمياً وأمنياً وإدارياً, أن يطالبوا بهيكلة قطاع الرياضة في اليمن، وأن يقولوا: «حان الوقت لبناء الرياضة كما سيبنى الجيش والدولة». كان بإمكانهم، ومازال ذلك، أن يذهبوا إلى المتحاورين في موفنبيك ويشرحوا لهم مآسي رياضتنا, يقدمون لهم ملخصاً لما جرى ويجري. لن يخسروا شيئاً، ولن تخسر قضيتهم، عليهم فقط الإيمان بقضيتهم، والتقدم بثقة لقول كلمة حق لابُد أن تُقال: “هذا هو حال رياضتنا، وهؤلاء من اغتالوها”.
لم يحدث شيء من ذلك. لم يذهب الرياضيون, أو سفير ممثل عنهم, ولم يحضر موفنبيك إليهم بالطبع. ظل الأمر كما هو, حتى أن بعض الرياضيين قالوا أن ذكر القضية الرياضية, فيه مبالغة, وانتقاص من قضية الجنوب وقضية صعدة, وأن المؤتمر يناقش قضايا أهم من “الطبة”.
حالة انهزام مخيفة.. الرياضة في نظر البعض مازالت مجرد “كُبّة”, لا ثقافة, ترفع من قدر الشعوب, أو تمرغ سمعتها في المربعات الخضراء.
لكل فئة قضية, والرياضيون, وإن كانوا أقليات في اليمن, لديهم قضية أيضاً, ومن المفترض ألا يخجلوا من طرحها, وعدم استصغارها.
يجب أن يكون لهم صوت. صوت يُجبر المسئولين على الرياضة في البلد على التحرك العاجل من أجل إدماج مواد خاصة بالرياضة في الدستور القادم الذي سيراعي حقوق كل اليمنيين, إلا الرياضيين.
عليهم أن يسألوا عن مصير توصيات مؤتمر الرياضة الأول في تعز, واللجنة الوزارية المشكلة لذلك, هل اختفت قسرياً, أم أن مفتاح الدرج الذي وضعت فيه تم رميه في البحر..!!
منذ انطلاق مؤتمر الحوار, أقامت وزارة الشباب قوافل شبابية مساندة للمؤتمر, جابت المحافظات, وعرّفت الناس بمآثر الحوار الوطني وأهميته الكبيرة في نمو الجسم, وفوائده على الريق, وأقحمت الحوار في أسئلة المسابقة الرمضانية، فحضر الحوار على شكل أبيات شعرية وأحياناً على شكل ألغاز, وأحيانا على طريقة “هل تعلم” التي كنا نسمعها في الإذاعة المدرسية.
بمقابل كل هذه العناء والحماس اللامحدود, كان على الوزارة أن تقايض المؤتمر بمادتين أو ثلاث تهم الرياضة في الدستور القادم, أم أننا رضينا بالحوار, والحوار لم يرضَ بنا.
كان بمقدور الوزارة والاتحاد الذي يعاني من تسرب, أن يفعلا شيئاً, وإذا قلت أنه مازال في الوقت متسع, أرجع وأقول “لو شمس كان أمس”.
على الجهات الرياضية العليا أن تبحث عن أي مخرج, واستدراك الأمر, فمن غير المعقول أن يجد الناس في البلد, بعد أشهر, أوضاعهم قد تغيرت, ولو خطوة إلى الأمام, باستثناء الرياضيين الذين مازالوا يمكثون في العصر الغجري, “لا أننا تطورنا مثل بقية البلدان رياضياً, ولا أن عزرائيل افتكرنا”.
لا بد من التنقيب عن توصيات مؤتمر الرياضة, وعرضها على لجنة مختصة من أجل غربلتها أو تخفيفها أو تسمينها, وإرسالها عاجلاً إلى المؤتمر.. نريد للرياضة أن تطل على موفنبيك, وللهموم الرياضية أن تظهر على المتحاورين, حتى ولو كان من باب السلام, وتذكيرهم بأن لهم أرحاماً لا بد من صلتهم.
وفي مؤتمر الحوار, هناك الكثير من الأعضاء الذين يعشقون الرياضة رغم تمثيلهم لقضايا أخرى, لكن بالإمكان الاستعانة بهم, وجعلهم رُسل ثقافة اسمها الرياضة.
من العار أن يمر هذا الحدث الفارق في تاريخ اليمن, دون أن يحدث فارقاً في مسيرة الرياضة اليمنية, أو يحدث أثراً بسيطاً على الأقل.
مؤتمر الحوار, هو موسم تصحيح الأخطاء, واليمنيون لا يصححون أخطاءهم كل أسبوع, هذه هبّة أممية فقط, ومن المفترض أن يتم تصحيح اعوجاج الرياضة أيضاً.
ماتش


مقالات أخرى للكاتب

  • وفي البلد الظلماء يفتقد الدوري
  • الاتحاد الغشاش !!
  • بي إن معين !!

  • التعليقات

    إضافة تعليق