هويات الأندية

 

   كشف وحدة صنعاء الأسبوع الماضي عن الهوية الجديدة للنادي، ومع عرض ملامح الهوية الجديدة قامت القيامة - لدى البعض- وكأن النادي ذهب لتغيير بصائر الأراضي الخاصة بالنادي وممتلكاته، لا الهوية التي تمثل النادي ككيان ويفترض بها أن تكون بشكل مثالي وحديث يواكب التطور الرقمي للكثير من الأطر والمؤسسات الرياضية في العالم، ليس حوالينا فحسب.  

أتذكر في فترة عملي السابقة سكرتيرا خاصا لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت وضعه للهوية البصرية للاتحاد على رأس أولويات عمله بعد فوزه بمقعد رئاسة كرسي الاتحاد في اليوم الأخير من العام 2016، وكرس الاجتماع الأول للمجلس الاداري الجديد لمناقشة برنامج العمل بشكل عام، والهوية البصرية بشكل خاص!   وللعلاقة الكبيرة التي تربطني بالرجل، سألته في حديث ودي عن مسببات تغير الهوية، ولماذا كل ذلك الاستنفار من أجل هوية، فأجابني باختصار : أن خطته الرئيسية في الاتحاد ترتكز على التسويق، وتعزيز الموارد المالية بمصادر دخل متنوعة، وكل هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق مع هوية بصرية لا تواكب احتياجات المعلنين والشركاء التجاريين.   ومع الكشف عن الهوية الجديدة لأحد أكبر الاتحادات القارية في اسيا، انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة من التعليقات السلبية والايجابية حول الهوية، التي حملت شعار (الصقور) في ملامحها وهو اللقب الذي عرف به المنتخب السعودي لكرة القدم، وفي الأخير اعتمد الشعار الجديد، وزين فانيلات الأخضر في كأس العالم روسيا 2018.   بالعودة الى زعيم الأندية اليمنية، فإن فكرة التجديد بحد ذاتها تستحق الإشادة والتقدير، وأعدها خطوة جريئة تعزز العلامة التجارية لبطل الدوري اليمني في أربع منافسات سابقة بعد الوحدة، وتمنح النادي نفسا جديدا في حقبة زمنية مميزة يقودها الرئيس أمين جمعان.

  وفي ميزان التقيم، يحق لأعضاء النادي التعليق، وإبداء الرأي في الهوية الجيدة للنادي، لا التهكم المبني على جهل بعلم (الجرافيكس والهويات البصرية)، ويمكن أن تقنن تلك الملاحظات وترفع بصورة رسمية الى المجلس الإداري للتعديل، قبل الإقرار النهائي الذي من المفترض أن يمر عبر الجمعية العمومية للأزرق العاصمي.  

  ليس الوحدة فحسب مطالب بعملية التبديل والتجديد، بل جميع الأندية اليمنية مطالبة بتحديث هوياتها البصرية، والقضية ليست مزاجا شخصيا، أو "خدارة" في مجلس مقيل تستوجب اتخاذ تلك الخطوة، فالعالم الرقمي اليوم يفرض على الأندية والأطر الرياضية تلك المواكبة، إن كان هناك من يفكر بالموضوع من ناحية تجارية (مستقبلا) بعيدا عن الاتكال على الدعم الحكومي الغير مضمون.

وغير بعيد، فإن الاتحاد اليمني لكرة القدم، هو الآخر مطالب بتحديث هويته البصرية التي لم تعد صالحة للاستهلاك الرياضي، وباتت تسبب الحرج للمصممين والمختصين، وهذه الملاحظة سمعتها شخصيا خلال فترة عملي داخل الوطن، وحتى بعد المغادرة.  

التغير مطلب جماهيري، واقصد الهوية لا يروح حسكم بعيد، على أمل أن تكون خطوة الوحدة محفزة لاتحاد القدم للمبادرة بتحديث هويته البصرية، يمكن ربنا يفرجها ويغير حال المنتخبات الوطنية، ولست في حاجة للتذكير بأن معظم الاتحادات القارية حول العالم بادرت لتلك الخطوة سابقا.

وللمتمسكين بالتراث والتاريخ ووووالخ أقول بأن أندية عالمية كـ برشلونه والريال والمانيو وتشيلسي واليوفي والميلان وغيرها بدلت شعاراتها أو طورتها على مر التاريخ . ختاما.. وبعيدا عن اللوجو والهوية.. عودة العسل الصافي علاء الصاصي لملاعب كرة القدم ومن بوابة النادي العاصمي الكبير عودة للمتعة والمنافسة، وضربة معلم للزعيم بتطعيم الفريق الشاب بأحد أفضل المواهب الكروية في بلادنا خلال العقدين الأخيرين.


الرياضي نت
https://alriadi.com

رابط المقال
https://alriadi.com/articles-846.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-17 12:04:31