رياضة اليمن تقهر التحديات

 

   قدم الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية دعوة لبلادنا للمشاركة في جوائزه الإبداعية، وهو بهذه الدعوة أشعل روح المشاركة والمنافسة في صدور إعلاميي اليمن الرياضيين والآملين أن يكون لأحدهم نصيبًا منها؛ ليثبتوا لكل من حولهم أنهم حاضرين ولم تقهرهم الحرب، أو تثني عزيمتهم؛ بل زادت صقل أقلامهم؛ ليتحدثوا عن المعاناة التي طغت على عالم الرياضة والإعلام الرياضي، وعما أسفرت عنه تلك المعاناة من قوة وصمود وتحدي واستمرار للرياضة اليمنية في أوساط رياضات الدول الأخرى؛ فبلادنا الغالية صامدة ومتحدية لكل الظروف القاسية التي فرضتها عليها الحرب، وتسببت بالإطاحة بشبابها ودكت صالاتها وملاعبها وأغلقت أنديتها واتحاداتها وأوقفت أنشطتها وفعالياتها وشلت حركتها وجمدتها  وحاصرتها بشكل لا يحسدنا أحد عليه؛ فقتلت الحرب لاعبينا ودمرت البنية التحتية لرياضتنا.    

ومع كل هذه العقبات والعوائق الكبيرة عمل شبابنا المحب للرياضة على  تجاوزها بأقل الإمكانيات وفي أصعب الحالات وأحلك الظروف؛ ليبقى لرياضة اليمن وجود لا يُمحى مهما حصل؛ فحواري مدن اليمن وأغلب محافظاتها مركز انطلاقة نجومها ومنبع اكتشاف مواهبهم، ومن كانت حاضنة البداية الرياضية لأي نجم رياضي، غت حاضنة أيضًا للفعاليات الرياضية والدوريات الكروية غير الرسمية، وتقيمها تحت وقع الرصاص ودوي القنابل وقذائف الصواريخ، شباب مؤمن ومتوكل على الله وماضون في ممارسة رياضاتهم عير آبهين بالحرب في عز اشتعالها.  

الأجمل في كل هذه الدوريات أنها ضمت طيأتها الجميع رياضيين وغيرهم، مما أضفى متعة أكبر على التنافس وإن خاضوها بأقدام حافية وعلى أرضية تُدمي أقدامهم.   صحيح "بنية تحتية" مدمرة؛ لكن حواري المدينة مفتوحة للكرة وساحات المدارس، والجامعات هي الأخرى مفتوحة لألعاب الظل وبطولاتها المصغرة.

  جُمدت الرياضة اليمنية وأذاب صمود أبنائها جليدها وتم تفعيل الألعاب الرياضية تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة، مما أعاد الشباب والفتيات للارتباط بألعابهم، كما وأن ثمة مشاركات خارجية لمنتخباتنا الوطنية كانت جيدة، رغم أنهم ذاقوا الأمرين، مرارة الحرب ومرارة الإعداد والتحضير في ظروف صعبة وتدني ملحوظ في الجانب الاقتصادي وصعوبات في السفر والتنقل.  

عثرات وعقبات عديدة خاضوها وتغلبوا عليها من أجل اليمن، بغض النظر عن النتائج، لأن المهم هو حضور اليمن من وسط حرب طاحنة تمر السنوات ولم تخمد نيرانها، والأهم أن رياضة اليمن قهرت تحديات الحرب وأبرزت وجوه واعدة وحالمة وطامحة في إحياء الرياضة من جديد وإصلاح حالها وأن لزم الأمر أمد طويل، وجوه حتمًا ستكون امتداد لم سبقو أو رحلوا.


الرياضي نت
https://alriadi.com

رابط المقال
https://alriadi.com/articles-806.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-24 06:04:49