أرحل

عندما ينهزم المنتخب اليمني.. لا ينهزم إحدى عشر لاعبا فحسب.. بل ينهزم معه زهاء ثلاثون مليون يمني .

عندما ينهزم المنتخب فنحن لا ننهزم في الملعب فحسب.. بل ننهزم في الملعب وخارج الملعب.

ننهزم عدة مرات بشكل مرئي وغير مرئي.

لو أدرك العيسي ذلك.. أو بالأحرى لو استشعره لخجل من ترأسه لاتحاد كرة القدم في ظل الهزائم التي يحصدها منتخبنا حاليا في نهائيات آسيا المقامة حاليا في الامارات.. لكن لا أظنه سيخجل لأن "اللي اختشوا ماتوا".

مشكلة المسؤولون في بلادنا أنهم ينظرون للرياضة نظرة دونية لا تتعدى كونها مضيعة وقت أو سلوك ترفي.. وجوهر المشكلة أني عندما أقول (المسؤولون) فإن الأمر على المسؤولين عن الرياضة أنفسهم!!.

وهذه كارثة.

والكارثة الأكبر أنهم لا يدركون العلاقة بين الرياضة وسمعة الوطن.. ولا يكترثون لذلك.
لا يدركون أن الاتتصارات الرياضية هي خير سفير لسمعة الوطن إيجابا.. وأن الهزائم، لاسيما المتوالية، هي خير مقوض لهذه السمعة.

أما مشكلة العيسي بشكل خاص هو أنه يعتبر جلوسه على كرسي رئاسة إتحاد كرة القدم هو منصب فخري يضيفه لمنظومة أنشطته التسويقية الشخصية .. لا يقصد من وراءه خدمة الرياضة في الوطن بقدر ما يقصد تلميع نفسه تقديم نفسه للجمهور.. وفي تصوري لو أن العيسي أهتم بالرياضة كاهتمامه بتجارته لكان لدينا منتخبا قادرا على التأهل ليس لنهائيات كأس اسيا فحسب بل لنهائيات كأس العالم ومقارعة أعتى المتخبات كما حدث ذات أمل مع منتخب الأمل.

وإيماءا إلى ما قدمنا بشأن إنعكاس نتائج المنتخبات والفرق الرياضية على سمعة الأوطان التي تمثلها.. ولما كان العيسي قد حرص على الظفر برئاسة الإتحاد لكي يحسن سمعته ليس إلا.. دون أن يولي المنتخب اهتمامه وعنايته.
فإنه قد قد غاب عنه أن تحسين سمعته لا يمكن أن يتأتى برئاسته للاتحاد فحسب.. بل بالنتائج التي يحقق هذا الاتحاد من خلال الفرق الذي تمثل الوطن في الملاعب.
مالم، أي إذا كانت النتائج الرياضية مخزية، فإن النتيجة التي أرادها من ترأسه للاتحاد ستكون حتما عكسية.
أي إذا كانت نتائج المنتخب هي الهزائم والهزائم الثقيلة.. فإن سمعة الوطن ستتأثر سلبا.. وإذا كانت سمعة الوطن ستتشوه فمن باب أولى أو فما ظنك بسمعة وشخص المتسبب الأول في هذه الهزائم.

- ختاما.. أنصح العيسي بأن يرحل قبل أن يحطم الرقم القياسي في عدد المرات التي تلج فيها الكرة مرمانا الذي يستوي فيه وجود الحارس من عدمه.

أنصحه أن يحافظ على ما تبقى من سمعته بالرحيل.


الرياضي نت
https://alriadi.com

رابط المقال
https://alriadi.com/articles-714.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-20 01:04:46