لمن يجرؤ !!


لست من هواة مسح الأحذية فهذا الدور الذي اتقنه الكثيرون اليوم ساهم في العروج بأشباح الصحافة الى أعلى المراتب عبر مدح الشخصيات الهلامية التي تنتج الصفر في المحصلة الإجمالية لمسيرة حياتها....

وبوضوح أكثر هناك أشخاص دأبوا على مديح تجار .. أمراء .. مشاهير وكل يحمل هدفه الغير "نبيل" في سطوره وبالتزامن العكسي مع مقدار الفائدة....

وفي سطوري هذه التي أخطها على عجالة بحق زميل وأستاذ اعتبره احد رواد الإعلام العربي في وقتنا الحالي أجد نفسي مجبرا على سطر تلك الكلمات ونقل الصورة لكم عن ما حدث ....

وعودة الى عنوان المقالة فلكم أن تتخيلوا الصمت الذي خيم للحظات على قاعة المحاضرات الرئيسية لملتقى المصورين العرب الخامس بعد أن ضرب فيروس المادة العلمية التي ستلقى ل76 دارسا من مختلف الدول العربية....

في اعتقادي أن من يجرؤ على تحمل تلك الرهبة وذلك الموقف هو شخص واحد فقط قصدته في مقالي خصوصا إذا ما علمنا أن المحاضرة كلها مرتبطة ارتباط كلي بالصور التي أفسدها ذلك الفيروس "اللعين".....

وقبل أن يرتد طرف الحاضرين الى عيونهم كان الزميل طلال آل الشيخ قد أخذ زمام المبادرة بالاعتذار للحضور ورفع الملامة عن "المتسبب" الرئيسي وإلصاقه بنفسه مع أن الخطأ تنظيمي بحت - شاهده كاتب السطور - وهنا ابتدأت المحاضرة بدرس أخلاقي كبير.....

تركت كل شيء في يدي وبقيت أراقب ما سيحدث وكيف ستكون ردة الفعل من أخونا طلال الذي نهض من مكانه بخفة ورشاقة وانسدل بين الدارسين كبابا نويل يوزع هداياه ليلة رأس السنة وهم على ذات الدهشة التي كنت أنا عليها "أعني الدارسين"...

من يجرؤ على أن يكون كذلك هو الفارس الحصيف بلغته الرفيعة التي صاغها وقدمها للحاضرين وزودها بالصورة الحية التي خلقتها روحه بين الدارسين وعرضتها الأوراق التي كانت في يده كنسخة مقروءة لتلك المحاضرة.....

من يجرؤ على ذلك في نظري - فقط - هو طلال آل الشيخ لأني صادفت الكثير من تلك المواقف مع أساتذة ومفكرين كانت النتيجة الإجمالية لمثل تلك المواقف إما التذمر أو إلغاء الدرس والمحاضرة.....

وبالمناسبة كانت المحاضرة الأجمل خلال الملتقى بإجماع الحضور وبشهادة رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الزميل محمد جميل عبد القادر، ورب ضارة نافعة .....

ختاما لا أنسى أن أتقدم بالشكر لذلك الفيروس "اللعين" الذي أفسد الفلاشة لكنه قدم لنا تلك الصورة الجميلة للأستاذ والزميل الرائع طلال آل الشيخ......

 

 


الرياضي نت
https://alriadi.com

رابط المقال
https://alriadi.com/articles-663.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-04-19 10:04:25