وحيث ملتقى الأحلام بالأماني يكون للعمر رأي آخر، والعمر ذاته كتب اليوم سطور الوداع لأحد نجوم كرة القدم في الألفية الجديد البرازيلي الأنيق مارسيلو لاعب ريال مدريد غريمنا الأزلي كعشاق ومحبين لـ برشلونة.
رحل اليوم أحد أعظم نجوم المستطيل الأخضر، وقد حمل هذا البرازيلي، سحرا خاصاً بين قدميه ، عشنا معه لحظات من الفرح والحزن، ومزيجا بين الضحك والبكاء. بكل هموم اليمن ، وحروبه المختلفة، كنا - على الأقل- جيل الثمانينات ، والتسعينات ، محظوظين بمتابعة نخبة من اللاعبين لن تكرر، في مدريد او برشلونة ، لا فرق ، ان كنت محباً ومتيما بالجلدة المدورة ، فأنت مضطر - أحيانا- للتصفيق لخصم يقدم كرة جميلة. لم يكن مارسيلو مجرد لاعب، بل كان فنانًا على أرض الملعب.
كل لمسة كرة، كل تسديدة، وكل مراوغة تحمل في طياتها قصة، قصة مدافع هداف ، ظهير عصري برتبة قناص، يتحول في لحظات الى جناح خاطف يسقط التحصينات الدفاعية للخصوم أيا كانوا ! لا حرج، أن تعطي شهادتك للاعب خصمًا لفريقك المفضل، الإنصاف يقتضي أن نرفع القبعة له، نشكره على السنوات التي قضيناها نتابع إبداعه، فمنذ رحل عن الفريق الملكي لم تنجب كرة القدم شبيها لـ مارسيلو في مركزه هناك حتى اليوم … رحل البرازيلي، تاركًا إرثًا لا يُنسى في قلوب عشاق اللعبة.
وحين نودعه، نشعر بفقدان ليس فقط للاعب عظيم، بل لعاشق للعبة، لراقص باليه كان يداعب الكرة قبل أن يلعبها. لحظات الوداع تذكرنا بأن الزمن لا يتوقف، وأن كل لحظة في الحياة هي فرصة لنعيشها ونقدرها، خصوما أو أصدقاء ، استمتعوا بكرة القدم كما يجب أن تكون …
وداعًا، أيها الأسطورة. شكراً لك على كل ما قدمته، وعلى كل لحظة أضأت فيها ملاعب إسبانيا. ستبقى دائمًا في ذاكرة كرة القدم، وفي قلوب كل من أحبك.
اليوم ، علق مارسيلو الحذاء ، وغدا قد نرى رونالدو، او ميسي ، او مودريتش ، وغيرهم من نجوم كانوا جزءا لا يتجزأ من مرحلة عمرية ( سوداء ) أجمل ما فيها الجلدة المدورة التي تقاذفها هؤلاء بين أقدامهم !