تأسس في 22 مايو 2012م
رغم خسارته فرصة اللعب في النهائيات

حضور قوي لبطل التايكواندو تميم القباطي في ختام المشاركة اليمنية بلندن

الرياضي / خاص لندن
2012-08-09 | منذ 12 سنة

123

بعد أن شكل ظهوره في المباراة الأولى بقوة يحسد عليها وبصورة تؤهله مباشرة للعب الأدوار النهائية للعبة التايكواندو التي انطلقت فعالياتها أمس الأربعاء لحساب دورة الألعاب الاولمبية الـ30 لندن 2012 خسر اللاعب المتألق وممثل بلادنا في الحدث الكوني الرياضي الأضخم تميم محمد القباطي فرصة اللعب في النهائيات والفوز بإحدى الميداليات الملونة التي سعى من اليمن للوصول إليها عبر أدائه الرائع في التمارين التي أظهرت حقيقة المعدن الأصيل للاعب فذ أو عبر المباريات التي خاضها ووقف الحظ معانداً له في المباراة الثانية.

ففي اللقاء الاستهلالي في الدور الربع النهائي لوزن 58 كجم ، خاض البطل اليمني مواجهة إثبات الذات أمام لاعب الدومينيك جابرييل مارسيدس رييس وقدم خلالها تميم عرضاً استثنائياً على البساط أحرج عبر دقائق المباراة خصماً كان في دورة بكين 2008 بين الثلاثة المتوجين الأوائل متقلداً الفضة في ذات الوزن الحالي ، وتوجيهات العيثاوي أتت لتواكب التوجه الذي اتخذه القباطي نحو تحقيق الفوز وليس غيره بعد أن أجبر خصمه على تلق خسارة لم تكن واردة في حساباته ولا في حسابات مدربه فكان السقوط مترافقاً بالألم ودموع الحسرة مما حصده رييس أمام تميم الفائز بالنقاط الإجمالية للجولات ( 8 - 3 ).

التأهل وإن بدا سهلاً رغم الفوارق التي كانت تصب قبل اللقاء في صالح الدومينيكي المتمرس رييس لم يزد تميم سوء إصرار على الاستمرار بنفس النسق والعزيمة التي تسلح بها منذ قدومه لندن بهوية البطل الذي تعود على لعب الأدوار التي تنتهي دائماًَ بالتتويج.

تميم واجه في المباراة الثانية لاعباً كولومبياً عنيداً هو اوسكار مينوز اوفييدو الذي تحالف معه الحظ متحديين بقوة القباطي ، اوسكار الذي امتاز بالفارق البدني والطول وسرعة الحركة استوعب الخسارة جيداً ودرس ما قدمه تميم في مواجهة رييس وخوفاً من السقوط الذريع في ذات الخطأ أمام اندفاع اليمني الذي حقق نتيجة لافتة في الربع النهائي ، فخاض مباراة غير تلك التي واجه فيها الجزائري مقداد اليمني وتجاوزه بسهولة ( 8 - 1 ) .. تميم رغم حالته المعنوية المرتفعة و محاولته تعديل النتيجة أو اللحاق بالمتقدم وفي كل مرة كان الرد يأتي سريعاً بكسب مزيداً من النقاط لتتسع الهوة ومع مرور الوقت يزداد الضغط النفسي على لاعبنا الذي اجتهد كي يقلص الفارق إلا أن الكلمة الأخيرة كانت لاوفييدو ..

تميم وقع في الفخ الكولومبي خطأ بعد أخر جرته لخسارة المواجهة الحلم التي كانت تعني لبلاده و كان ما بذله من جهد من أجل مجد شخصي ولو بميدالية برونزية.

الخسارة كانت واقعاً مع مرور الدقائق تقدم اوسكار وتراجع لم يكن وراداً من تميم الذي أبلى بلاء حسناً حتى وهو يتقهقر لتنتهي الجولات بتقدم ممثل كولومبيا بـ( 14 - 2 ) ليسقط الفائز بغرابة ( 13 - 4 ) أمام ممثل اسبانيا جونزاليس بونيولا الذي صعد إلى النهائي لمواجهة الكوري الجنوبي لي دي هون الذي تخطى المصري تامر بيومي في الربع نهائي والروسي اليكسي دينيسينكو.

تميم خرج مرفوع الرأس حتى وإن لم يكن ضمن الصفوة المقلدة بالميداليات الاولمبية لكنه ترك بصمة لا يمكن أن تنسى في عاصمة الضباب مؤكداً للجميع رسالة مفادها : كنت هناك أنا تميم القباطي.

وبذلك تنتهي المشاركة اليمنية في الدورة الاولمبية بعد مشاركة ايجابية في العاب القوى - الجودو والتايكواندو فقد ودع منافسات الجودو من الدور الأول علي خصروف بعد خسارته المفاجئة رغم تقدمة في لقاءه أمام سيكاردي من موناكو ولم تترجم مشاركة العاب القوى الطموح المؤمل منها فجاءت نتائج فاطمة سليمان ونبيل الجربي على غير المتوقع فلم يفلحا في كسر أرقامهما المسجلة ليكون الختام مسك بعرق وجهد لاعب التايكواندو تميم القباطي البطل الذي أثلج قلوب الجميع وأسعدها بعرضه الرائع في ميدان المنافسة وحصده الفوز الأول والوحيد للرياضة اليمنية في الاولمبياد.

ولو نظرنا للمشاركة من الجانب المشرق وليس الضيق كفرصة تقارب مع لاعبين ورياضيين من جميع الأقطار والقارات وفرصة جيدة للتعرف عن الأخطاء والاستفادة من خبرات الأخرين سنري أننا مستفيدين تماماً.

وفي تصاريح مختلفة أكد الوزير معمر الإرياني في اتصال هاتفي سعادته بما قدمه اللاعب تميم مؤكداً أن الفوز لن يذهب أدراج الرياح وسيكون هناك تكريم للاعب حالما يعود عرفاناً باستبساله في ساحة المنافسة وأبدى ارتياحه الشديد للقوة التي ظهر بها اللاعب وأكسبته احترام الجميع فنال الإعجاب لأدائه الرجولي على البساط وفي ظل تواجد كوكبة من نجوم اللعبة في العالم.

وأضاف :« لا يوجد خصم سهل في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبيرة وكل متأهل للاولمبياد هم أبطال على مستوى عالي يتفوقون على غيرهم بإمكانياتهم وقدراتهم التي جعلتهم في المقدمة » وزاد بالقول: المنافسة تكون قوية ولا ترحم وان تنافسهم امر ليس بالهين ولا بالسهل على الإطلاق.

من ناحيته علل الكابتن عبد الرحيم العيثاوي مدرب اللاعب تميم خسارة اللقاء الثاني إلى الفارق في الطول 178 سم لاوسكار و 168 سم تميم وهذا الأمر قد يؤثر كثيراً على مجريات المباراة ويصعب من قوة اللاعب الأقصر من الوصول إلى الخصم وتسجيل النقاط واعتبر في تصريحه الخاص مشاركة تميم أكثر من ناجحة نظراً للأسماء الكبيرة التي تشارك وقال : لم يخش احد وقدم جيداً أثناء المباريات وطبق التوجيهات بحذافيرها على حد قول الكابتن.

واستطرد: أسعدنا الفوز الأول كثيراً وجاءت عبارات التهاني من الإخوة وزير الشباب والرياضة وأمين عام اللجنة الاولمبية ورئيس اتحاد اللعبة مشجعة تدلل على المتابعة الحثيثة وفور انتهائنا من المباراة كان التشجيع يصلنا من اليمن وعبر المسئولين عن الرياضة وآزرونا بعد خسارة تميم.

وأضاف«اللعب فوز وخسارة وكنا عند المستوى وقدمنا أداء مشرفاً وجيداً عبر البطل تميم الذي يستحق ان يحظى باهتمام اكبر ورعاية متواصلة كي يتقدم نحو الأمام ويحرز أفضل النتائج في الاستحقاقات التي تنتظره في قادم الأيام.

وعلق على المباراة الأولى التي فاز بها لاعب منتخبنا فقال: البارحة وخلال الراحة الايجابية التي دخلها اللاعب استعرضنا شريط مباريات مارسيدس واستفدنا كثيراً في وضع الخطط الكفيلة بهزيمته وقد وجهته بأسلوب معين يمنع من خلاله أي تقدم للخصم الذي عرف عنه التهيئة بالقدم اليمنى لأي حركة فكان تميم على الموعد ونفذ التوجيهات وكان يفشل الهجمة حتى قبل أن تبدأ فكان التكتيك حاضراً وقوة الأداء موجودة لدى تميم فأستحق الانتصار.

وفي ذات السياق عبر اللاعب تميم القباطي عن سعادته الغامرة فقال : كم هي السعادة اليوم التي اشعر بها ولا استطيع أن أصفها وكنت اطمح إلى مزيد من الانتصارات لأشرف بلادي في هذا العرس الرياضي الكبير لكنه قدري وقد اجتهدت كي اقدم افضل ما لدي وأتمنى أن يكون القادم أفضل بإذنه تعالى0 وسأواصل تماريني ولن اكتفي بهذا النجاح فالأماني اكبر بكثير من انتصار واحد وسأبذل قصارى جهدي كي أكون في جاهزية دائمة واشكر كل من تابعني على شاشات التلفزة او اتصل لتهنئتي بالفوز وفي مقدمتهم وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني.

- بعد فوز تميم القباطي في مباراته الأولى لم يتوقف تليفونه الشخصي والتهاني جاءته من وزارة الشباب والرياضة عبر الوزير معمر الإرياني ومن اللجنة الاولمبية من أمينها العام محمد الأهجري ومن يحيى الشعيبي فاتصل مهنئاً من ماليزيا وبالطبع لا ننسى أسرته وأصدقائه.

آخر الأخبار