تأسس في 22 مايو 2012م
DBA

كويستاني بين تحقيق الحلم والخوف من ردود الفعل

الرياضي / متابعات
2012-08-04 | منذ 12 سنة

ربما أنجزت العدّاءة الأفغانية تاهمينا كويستاني الخطوة الأولى في حلم حياتها ولكن ذلك لم يمنعها من البكاء عندما تخيّلت ما ينتظرها من ردود الفعل بعد عودتها إلى بلادها صفر اليدين من دورة الألعاب الأولمبية "لندن 2012".

ورغم خروج كويستاني صفر اليدين من تصفيات سباق 100 متر والتي أقيمت أمس الجمعة مع بداية فعاليات ألعاب القوى في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في لندن، كانت العدّاءة الأفغانية من أكثر المشاركات لفتاً للأنظار وجذباً لوسائل الإعلام، وأبدت العدّاءة الأفغانية ترحيباً شديداً بالحديث إلى مختلف وسائل الإعلام على عكس عدد من الرياضيات الأخريات بعد إخفاقهن في هذه التصفيات.

وانسابت التصريحات من كويستاني باللغة الإنكليزية التي تجيدها لكنها لم تستمر طويلاً حتى اغرورقت عيناها وبدأت الدموع تنهمر وسط تعاطف واضح من الحاضرين سواء من ممثلي وسائل الإعلام أو من المتطوّعين في المنطقة المختلطة التي يسمح فيها بالحديث إلى الرياضيين في المسابقات.

ولدى سؤالها عن السبب في البكاء، قالت مباشرة إنها تُدرك ما ينتظرها عند العودة لبلادها حيث تترقّب العبارات الساخرة والتعليقات المُسيئة لها ولفكرة مشاركة المرأة الأفغانية في المحافل الرياضية.

وأضافت: "حتى قبل قدومي إلى لندن مباشرة، عانيت كثيراً من هذه الأوضاع، في بلادي يرون مشاركة المرأة في المجال الرياضي وخاصة على المستوى الدولي أمراً خاطئاً".

وأوضحت: "جئت إلى هنا من أجل التأكيد على أن مشاركة المرأة الأفغانية ليست فسقاً ولا تجلب العار على العائلات أو على الفتيات اللاتي يمارسن الرياضة، ولكنني أدرك ما ينتظرني لدى عودتي".

وأشارت كويستاني إلى أن مشاركتها لم تكن من أجل عشقها للرياضة فحسب وليس لرغبتها في تحقيق إنجاز شخصي بقدر ما هو رغبة في الارتقاء باسم بلدها وفتح المجال أمام أجيال جديدة من فتيات أفغانستان للمشاركة في المجال الرياضي وشق طريقهن إلى البطولات.

ولا يضم الوفد الأفغاني سوى ستة لاعبين منهم خمسة لاعبين ولاعبة واحدة هي كويستاني التي تحدّت الصعاب بعد سنوات طويلة عانت فيها بلادها من الحروب واختارت الطريق الصعب وهو المشاركة في الأولمبياد رغم كل الاعتراضات على مشاركتها.

وتعود أول مشاركة أفغانية في الدورات الأولمبية لعام 1936 ولكن هذه المشاركات انقطعت في الفترة ما بين 1980 و2004 في ظل سيطرة حركة طالبان على الحكم في هذا البلد الواقع بوسط آسيا.

ومع العودة إلى مشاركة في الدورات الأولمبية، اقتصرت المشاركة الأفغانية في الدورتين الماضيتين، أثينا 2004 وبكين 2008، على خمسة رياضيين في كل منهما، واقتصرت المشاركة النسائية في أولمبياد لندن على العدّاءة كويستاني لتصبح ثاني فتاة أفغانية تشارك في الدورات الأولمبية.

واحتلت كويستاني "23 عاماً" المركز التاسع الأخير في المجموعة الرابعة بالتصفيات التي خاضتها أمس كما جاءت في المركز 32 الأخير بين جميع المتسابقات اللاتي شاركن في التصفيات حيث قطعت مسافة السباق في 14.42 ثانية محطّمة بذلك رقمها الشخصي.

وتروي كويستاني بعض الصعاب التي تواجهها لممارسة الرياضة في أفغانستان قائلة: "على سبيل المثال، انتقل من منزلي إلى الملعب الذي تقام به التدريبات عبر ثلاث مراحل كل منها في حافلة مختلفة مما يمثّل جهداً مضاعفاً في ظل حرصي على التدريب يومياً"، وتضيف: "لكن المشكلة الأساسية لا تكمن في هذا الجهد الكبير للذهاب إلى الملعب وإنما فيما بعد ذلك لأنه لا يتضمّن مضماراً جيداً لأداء التدريبات عليه، ليست هناك ملاعب في أفغانستان تقترب في مستواها من هذا الملعب الذي تقام عليه منافسات الدورة الأولمبية".

وأضافت: "المشكلة الأبرز تكمن في كم التعليقات الساخرة والانتقادات التي أتلقاها أحياناً وتتلقّاها كل فتاة تحاول خوض التدريبات حيث تنهال عليها التعليقات الساخرة من الرجال المتواجدين في المدرّجات والذين يعتبرون ممارسة الفتيات للرياضة خطأ فادحاً ونوع من الفسوق".

وأكدت كويستاني، والدموع تنهمر من عينيها: "سأستمر في ممارسة الرياضة تحت أي ظرف ولن أسمح لهذه الأمور بإضعاف عزيمتي، أنا مسلمة وأرتدي زياً إسلامياً ولا أمارس أي فسوق ولا أشكل عاراً على عائلتي التي تسعد للغاية بممارستي الرياضة ويحفزونني باستمرار رغم أنهم ليسوا من الرياضيين".

وأضافت: "أمثّل بلادي وأقدّر تماماً احترام الآخرين لرغبتي في ارتداء الحجاب والزي الذي يتناسب مع تعاليم الإسلام"، لا أقول إنهم في بلادي على خطأ ولكن ممارسة الرياضة النسائية ظلت لسنوات طويلة أمراً محظوراً وتحتاج إلى الوقت لتشق طريقها إلى حالتها الطبيعية، ومشاركتي في الأولمبياد قد تلعب دوراً وتساهم في فتح الطريق أمام أجيال قادمة لممارسة الرياضة النسائية في أفغانستان".

وقبل حضورها إلى لندن، كتب صحفي في أفغانستان: "ليس جيداً أن تتسابق الفتيات أمام الناس"، ولكن المساندة التي نالتها كويستاني عقب انتهاء السباق أمس ربما تكون أبلغ رد على هذا التعليق.


آخر الأخبار