تأسس في 22 مايو 2012م

كأس الأمم الأفريقية ..العرب إلى أين ؟

محمد الوشلي - الرياضي نت
2024-01-16 | منذ 4 شهر

امم افريقيا

 إن المهارة هدية الله ، لكن كيف تستخدمها هو أمر ثقافي بالكامل .

في مصر تنتشر الفهلوة ، وهي حالة ذهنية كلامية ، تجعل صاحبها يسيطر على الآخر ، لحاجة ما ، لهدف ، يمكن القول أنه يمكن تطبيق ما يسمى بحالة الفهلوة الكروية على أشخاص نشأوا في نفس البيئة ، إنما بدلا عن ألسنتهم هناك أقدامهم .

 

كيف يمكن تطوير هذا الوعي التكتيكي والمرونة الذهنية لتنتج اللاعب الفهلوي ، بالتأكيد فالبيئة الأم سبب ، إنما وبفارق شاسع اهتمت المؤسسات الكروية في أبرز دول الشمال ، بالمؤسسة الكروية ، الاستثمار في مبادرة تنمية الشباب وتطوير مؤهلات الكوادر التدريبية والإدارية وبناء منشآت تلبي أدنى ما يريده ناد ليمكن تسميته مؤسسة كروية .

 

فرق أندية الشمال بشكل طريف ، تمتلك إيرادات جيدة، مقارنة بأندية القارة الأفريقية الأخرى ، هذا ناتج عن واحد من أعلى معدلات الشغف بكرة القدم جماهيريا ، وربما طلة واحدة على مدرجات ديربي القاهرة أو الدار البيضاء او ديربي العاصمة التونسية ، ستعطي تفسير من ضمن تفسيرات حول هذه الإيردات .

 

لقد انبنت كرة القدم في الشمال على المهارة كأساس ، من لاعب أتى من بيئة اجتماعية هادئة ، مقارنة بالقرى الأفريقية ، أغلبهم حتى متعلمين بشكل جيد ، إنهم يمثلون طريقة تفكير مجتمع بأكمله . ظهر اللاعب الأفريقي الأسمر ، مثل نمر يلاحق فريسة ، استمر كنمر ، ومن ذهب لأوروبا بقي نمرا حتى اعتزل ، دون أن يجد فرصة ليعجب به جارديولا ، جارديولا هو رمز للخبث الكروي والفهلوة وتطوير اللاعبين ذهنيا ، إنه أقل مدرب في تاريخ الإحتراف الأوروبي اعتمادا على اللاعبين السمر البشرة ، تم اتهامه بالعنصرية ، قد يكون ذلك صحيحا ، وقد يكون السبب أنه من الصعب ترويض النمر ليلعب التيكي تاكا .

 

سرعة النمر مهارة منزلية ، لكن مع تطور منظومات التكتيك ، فحتى البرازيل لم تعد تجد فرصة أمام منتخبات أوروبا.

 

شمال أفريقيا يعمل بمنهجية مقاربة بشكل أو بآخر ، لما يحدث في أوروبا ، مع فارق الإمكانيات ، بينما ظلت بقية القارة ، مراهنة على غريزة النمر ، وفي يوم ما .. صياد على كرسي متحرك وضع السهم على الرقبة . صلاح الصلب ذهنيا بمهارة او بمهارتين ، امام منظار الكرة الفاعلة ، أهم من عبد الستار صبري الذي كان يجعل جماهير بنفيكا تضرب بمطارق حديدية على الرؤوس من فرط إعجابها بهذا الاستعراض الراقص ، في وقته كان مجديا ، إنما الآن صلاح هو المجدي والخلاصة . أوناحي ، الذي نال مديح لويس أنريكي في المونديال الأخير عليه أن يعي هذه النقطة ، أن لا يجعله امتلاء جيل المغرب الحالي باللاعبين الأفراد البارعين ، ينسى مصدر قوة كرة شمال أفريقيا ، لم تكن يوما القوة الغاشمة والمهارة الساحرة فقط ، لقد كان الخبث أيضا .

 

مصر منتخب خبيث كجزء من قوته ، تونس والجزائر بشكل أقل ، مسألة وعي ، مسألة ذهن ، قدرة على التكيف ، توظيف لأقل القليل في الميدان .

 

لو أنها فقط كما يريد أوناحي ، لنلعب كرة القدم الجميلة والسريعة ، لما كان لمنتخبات العرب يوما أي فرصة أمام غابات أفريقيا ووحوشها المفترسة ، الأبرع والأسرع والأمهر . حسنا ..لبطولة في كوت ديفوار ، وتعاني منتخبات العرب الأفارقة كثيرا إن لعبت خارج أسوارها ، سوف نحتاج للكثير من الدهاء ، والتريث ، الكثير من الارتماء على الأرض يا أوناحي ، هذا ليس عيبا ، هو جزء من كرة القدم .

 

عدا ذلك فلن يعود أيا منهم على قيد الحياة ، أقصد مجازا ، أي اننا منتخباتنا العربية قد تعود بخفي حنين .


آخر الأخبار