أنفق تشيلسي الإنكليزي نحو 600 مليون دولار لتعزيز صفوفه، لكن موسمه الأول مع مالكيه الجدد يتجه لأن يكون خالياً من الألقاب، إلا اذا حقق المفاجأة وغزا مجدداً القارة العجوز من بوابة مسابقتها المرموقة دوري الأبطال. يحلّ فريق غرب لندن على بوروسيا دورتموند الألماني في ذهاب ثمن النهائي، بعد اقصائه من مسابقتي الكأس المحليتين وتقهقره في المركز العاشر في ترتيب الدوري المحلي "بريمييرليغ".
قد يشكّل الفوز بدوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه، الطريق المثالي لتشيلسي من أجل عودته إلى المسابقة الموسم المقبل، إذ يتخلف راهناً بفارق عشر نقاط عن صاحب المركز الرابع، الأخير المؤهل، من الدوري المحلي إلى المسابقة القارية. فاز رجال المدرّب غراهام بوتر مرتين فقط في آخر 12 مباراة، بعد فترة التوقف الشتوية.
أرهقت سلسلة من الاصابات المدرّب الذي يجد معاناة أيضاً بتوليف تشكيلة جيّدة من القادمين الجدد، بغية الوصول إلى نواة أساسية من الـ33 المنضوين تحت لواء النادي راهناً.
يدرك بوتر تماماً ان ثقة المشجعين بدأت تهتز، خصوصاً في ظل الثقافة السائدة في عهد المالك السابق الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش والقاضية بطرد أي مدرب لا يحقق النتائج المرجوة. في الموسمين اللذين شهدا احراز تشلسي دوري أبطال أوروبا، قام أبراموفيتش الذي امتلك النادي لمدة 19 عاماً بتغيير المدرّب منتصف الموسم. سيناريو تكرّر هذا الموسم مع إقالة الألماني توماس توخيل باكراً في أيلول/سبتمبر الماضي. سلسلة المباريات التسع التي لم يخسر فيها بعد تعيينه، باتت من الماضي بالنسبة لبوتر، في ظل ارتفاع منسوب الضغوط والمطالبة بتحقيق الانتصارات، رغم تركيز النادي على ضم كوكبة من اللاعبين الشبان القادرين على حمل الفريق في المستقبل.
قال بوتر: "لا يمكن الحديث عن الأمد الطويل، لأن هذا الأمر ليس موجوداً في كرة القدم. يجب أن تقرّ بوجود فترة طويلة الأجل، لكن هناك فترة قصيرة الأجل ومتوسطة الأجل تشكل تحديات لنا على صعيد النتائج". أضاف: "يجب أن نفهم ذلك، أن نذهب إلى دورتموند ونتحلى بالتواضع والاحترام، ونحاول تحقيق نتيجة جيدة". الاخفاق القاري المحتمل قد يدفع مالكي النادي الأميركيين إلى إعادة النظر في تعيين بوتر، والبحث عن مدرب آخر قادر على تقديم عائد مناسب لاستثماراتهم الخيالية.