كانت الأنظار مشدودة نحو مسرح تتويج الفائزين برالي داكار السعودية 2021، يوم الجمعة الماضي بمدينة جدة، لكن السعودية دانية عقيل (32 عاما) سائقة الدراجات النارية كانت مهتمة بتوثيق تتويج الأرجنتيني كيفن بينافيديس بلقب فئة الدراجات النارية. وتتطلع دانية لخوض غمار الرالي العالمي عام 2022، بدعم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، الذي دعاها للمرة الثانية لحضور الرالي والاحتكاك مع المتسابقين ومشاهدة الحدث العالمي عن قرب.
وتقول دانية في مقابلة أجرتها معها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "في كانون ثان/يناير 2020 أثناء النسخة الأولى من رالي داكار السعودية، تواصل معي الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وتمت دعوتي لافتتاح السباق في 2021 وكنت سعيدة بمشاهدة الشركات والمصانع المختلفة والأجواء والجمهور". وأضافت: "كانت لحظات جميلة، فرياضة المحركات تعتبر حقا من أفضل الأنشطة التي تجمع الناس معا وكذلك تدفع عجلة الاقتصاد وشاركت في عام 2020 في تدريب لمدة يومين أثناء رالي داكار مع مدربة سباقات في الكثبان الرملية بمنطقة وادي الدواسر".
وزادت دانية عقيل: "كانت تجربة فريدة الهدف منها الإعداد لأن أشارك في داكار في المستقبل، ولكن تعرضت للإصابة بعد ذلك مباشرة، ولم أتمكن من التفكير في المشاركة هذا العام". وحول انطلاقتها في عالم الدراجات النارية، قالت: "بعد انتهاء دراستي في بريطانيا، عدت للعمل في الشرق الأوسط في دبي، وقمت بشراء دراجة نارية من نوع (دوكاتي بانيجالي 959)، وكنت أقودها في نهاية كل أسبوع، وأُتيحت لي فرصة المشاركة في بطولة محلية هناك لدراجات دوكاتي بعد خوضي الاختبارات اللازمة".
وتابعت: "كانت لدي الرغبة في المشاركة في السباقات هناك في الإمارات، ولذا تواصلت مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية لإصدار خطاب عدم ممانعة بهدف استخراج رخصة التسابق الإماراتية".
واستكملت: "عرضوا علي استخراج الرخصة السعودية، والتي إن حصلت عليها أصبحت صاحبة أول رخصة نسائية سعودية لسباقات الدراجات النارية السريعة، وحدث ذلك عام 2019 كان شعورا رائعا أن أحظى بهذا الدعم". وأوضحت: "بعد حصولي على الرخصة، شاركت في البطولة المحلية الإماراتية وقدمت أداء جيدا بالنسبة للمبتدئين، لكن دائما كانت عيني على المستويات الأعلى، وكان كل من حولي من سائقين محترفين ينصحونني ويدعمونني". وواصلت: "أشعر بامتنان شديد نحوهم لكنني عانيت في شباط/فبراير 2020 بسبب حادث في البحرين، وأُصبت بكسر في الحوض، واضطررت للعودة إلى جدة لتلقي لعلاج، لكن الحمد لله تعافيت.
ورغم انتهاء موسمي اضطراريا إلا أنني حققت جائزة أفضل سائقة صاعدة في العام بدبي". وحول احترافها الرياضي كمتسابقة، قالت: "لا أنظر لنفسي حاليا كسائقة محترفة ولا هاوية. أحب دائما أن أتجنب المسميات والتعريفات، لأنني أرى أنها تقيدني في هذه المرحلة، إذا أتيجت لي فرصة المشاركة في سباق سأشترك بالتأكيد".
وزادت: "لكني هل يعني ذلك أن أضع في تفكيري أني متسابقة محترفة؟ لا، لأني بذلك أكون قد وضعت على نفسي نوع من الضغط بأن أستمر في المشاركة في السباقات طوال الوقت، وهذه ليست الطريقة المفضلة لي التي أعيش بها حياتي .. أفضل أن تكون الخيارات مفتوحة أمامي دائما".
وردا على سبب اختيارهاِ فئة المركبات الصحراوية الخفيفة (إس إس في) عند المشاركة في الراليات، قالت: "جميع من يملكون خبرة أكبر في هذا المجال، مثل اتحاد السيارات والدراجات النارية، ومديرو الفرق قالوا لي إن هذه الفئة هي أفضل مكان للبداية، خصوصا في حالة وجود ملاح خبير، وكذلك فإن قيادتها أسهل من غيرها من الفئات، لأنها مخصصة للصحراء". وأكدت: "مع كامل الاحترام لسائقي هذه الفئة، فأنا لا أقصد القول إنها فئة سهلة بشكل عام، ولكن أعتقد أنها الأنسب للأشخاص الذين ليس لديهم خبرات كبيرة في رالي داكار.
بالإضافة إلى ذلك فإن الميزانية المطلوبة لها تعتبر أقل من فئة السيارات، وهذه ميزة كبيرة لأن توفير الميزانية أسهل لمن لديهم خبرات وتاريخ في السباق، أما من لا يمتلكون هذه المواصفات فالأفضل لهم أن يستخدموا مركبة ذات تكلفة أقل". وفيما يتعلق بطبيعة المشاركة النسائية للسباقات أشارت دانية :"لا أعتقد أن للجنس فرق في الرالي، فبعض الرجال والنساء قد يجدون المشاركة في الرالي صعبة، في حين أن غيرهم من الرجال والنساء قد يجدونها أسهل". وألمحت دانية: "لا أعتقد أن الجنس له دور فيما يتعلق بالقدرة على تحمل ظروف المشاركة في الرالي، وأعتقد بأن الإعداد والانضباط والاستمرارية والالتزام هي العوامل المهمة في السباق".
وكشفت السائقة السعودية: "للأمانة لم أواجه أي تحديات كبيرة. الكثير من الناس يسألونني هذا السؤال، ولكني لا أنظر لمسألة دخولي مجال رياضة المحركات من جانب كوني امرأة". وزادت: "بالتأكيد أنا امرأة وأحب كوني امرأة، لكن في عالم الرياضة تحديدا لم أشعر أبدا بوجود اختلاف بين رجل وامرأة. فقط أنتظر الدعم المناسب لأن الطريق مفتوح والأبواب مفتوحة، لكن في الحقيقة كل التحديات التي واجهتها كانت متعلقة بالجانب الرياضي للسباقات". وردا على نظرتها للمستقبل للمشاركة برالي داكار السعودية القادم، قالت: "لا يزال يفصلنا عام على رالي داكار 2022، ولذا أفضل ألا يتم تقديمي على أني أول سعودية تشارك في رالي داكار لأن ذلك لم يحدث بعد، وقد تتغير الأمور في أي لحظة".
أضافت دانية: "لا نعلم من ستكون أول سعودية تشارك في الرالي، ولم أستحق هذا اللقب بعد. الأمر الوحيد الذي يمكنني القول أني كنت الأولى به هو أني أول سعودية تحصل على رخصة سباقات دراجات نارية".
وأتمت: "الحياة تتغير كل يوم وأي شيء قد يحدث، لذا أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن المسميات والألقاب من باب احترام السعوديات الأخريات اللاتي قد يكون لديهن الرغبة في المشاركة في نسخة العام المقبل، وسأكون سعيدة جدا برؤيتهن والتميز الذي سيحققنه هو مصدر فخر لي".