تأسس في 22 مايو 2012م

كرة القدم اليمنية وكأس العالم.. تفاحة آدم التي لم نأكلها رغم الخروج

كتب/ محمد البحري
2020-11-08 | منذ 3 سنة

المنتخب اليمني

تُمثل كرة القدم في اليمن لدى الجماهير ثغرة التنفس الرياضي الأهم في قائمة الألعاب الرياضية المتنوعة، لكنها حتى اليوم تلعب دور "ثقب الأوزون" الذي يخيم علينا ويصيبنا بالتبلد؛ فكلما اقتربت منافسة خارجية كلما وضعت الجماهير أياديها على قلوبها خوفًا من مشاركة فاشلة وهلعًا من العودة بنتائج ثقيلة وفضائح مدوية؛ لأننا تعودنا أن "كرتنا" لا تتدحرج كمعظم الكرات التي كانت أقل منا ظهورًا وأكثر افتقارًا للمواهب الفطرية.
لم تعرف كرة القدم اليمنية تأهلًا واحدًا في سجلات البطولة الأشهر "كأس العالم"، حتى قبل الوحدة التي تحققت في 1990م، كان منتخب الجنوب يُغادر تصفيات كأس العالم في 1986م، في المشاركة الأولى له على يد البحرين ومن الجولة الأولى.
بالمقابل وفي ذات التصفيات ونفس العام جر منتخب الشمال آنذاك أذيال الخيبة الأولى لأول مشاركة له، فوقع في المجموعة الثالثة لمنطقة غرب آسيا، فخسر أمام سوريا في 29 مارس 1985م بهدف، وفي الـ5 من إبريل لم تكن خسارته "كذبة" فجاءت ثقيلة بخمسة أهداف لصفر أمام الكويت، وفي 19 إبريل أكمل عقد فشله المرصع بالألم بخسارة من سوريا بثلاثة أهداف لصفر.

اللاعب صالح بن ربيعة

موطئ قدم بين الكبار

بحثًا عن موطئ قدم بين الكبار علقت الكرة اليمنية آمالها بمنتخب 1994 الذي شارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، كانت القرعة القاسية قد وضعت اليمن في المجموعة الأولى مع العراق والأردن والصين وباكستان، وبدأت في مايو 1993 منافسات هذه المجموعة، حينها حقق المنتخب ثلاثة انتصارات وتعادلين وثلاث خسائر، فتعادل مع الأردن بهدف لمثله، وفاز على باكستان بخمسة أهداف مقابل هدف، وخسر من العراق بستة أهداف مقابل هدف،  وحقق مفاجأة مدوية حين تغلب على تنين الصين خلف "سوره العظيم" بهدف سجله اللاعب صالح بن ربيعة، ليتعادل مع الأردن مرة أخرى بهدف لهدف، ويتجاوز باكستان مجددًا بثلاثة أهداف نظيفة، وواصل مشواره بخسارة نسبية من العراق بثلاثة أهداف مقابل صفر ثم خسر أمام الصين بهدف وحيد، ليحتل المركز الثالث في المجموعة بـ 8 نقاط بعد العراق والصين، غادر بها التصفيات.
في كأس العالم 1998 أوقعت القرعة منتخب اليمن في المجموعة الخامسة مع أوزبكستان، إندونيسيا، وكمبوديا، حينها حلت اليمن في المركز الثاني بانتصارين وتعادلين وخسارتين وبالتالي غادر المنتخب التصفيات.
كانت البداية مبشرة بتعادل مع إندونيسيا، ليفوز في اللقاء الثاني على كمبوديا بهدف وحيد، وسط البداية الجيدة ترنج المنتخب أمام أوزباكستان وسقط بهدف نظيف، ثم عاد المنتخب اليمني لاكتساح كمبوديا بسبعة أهداف مقابل صفر، وتعادل مع اندونيسيا بهدف لمثله، ليقف منتخب أوزباكستان أمام حلمه مرة أخرى ويخسر بخمسة أهداف أفقدته التأهل تمامًا.

حلم يمني.. وصحوة إماراتية

في تصفيات 2002 قدم المنتخب اليمني نتائج جيدة وكان أقرب للتأهل فوقع في المجموعة الـ8، بجانب الإمارات والهند وبروناي، كانت البداية قوية بفوز على بروناي بخمسة أهداف مقابل لا شيء، ثم تعادل لافت مع المنتخب الهندي (1/1)، ليعزز المنتخب من حظوظه بفوز صعب على بروناي مرة أخرى بهدف نظيف، وتعادل آخر مع الهند بـ (3/3)، كانت أبرز فرصه للتأهل قد سنحت عبر الإمارات بعد الفوز عليهم بهدفين مقابل هدف في العاصمة صنعاء، إلا أن الأبيض الإماراتي خطف التأهل على أرضه وبين جمهوره بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليتأهل بـ 12 نقطة، وتجمد رصيد اليمن عند 11 نقطة ثاني المجموعة.
في تصفيات 2006 احتل المنتخب اليمني المركز الأخير في مجموعته الـ 5 بخمس نقاط، حصدها من تعادل مع كوريا الشمالية بهدف لمثله، وخسارة من تايلند بثلاثة أهداف بيضاء، مكررًا ذات السيناريو أمام الإمارات بنفس النتيجة والخسارة، ورغم تحقيق الفوز في الإياب على الإمارات بثلاثة أهداف مقابل هدف، لم تكن النتيجة كافية لمزاحمة كوريا الشمالية على قمة الترتيب، خاصة وقد تمكن "الحصان المجنح" المنتخب الكوري من الفوز على اليمن بهدفين مقابل هدف، ورغم التعادل الأخير مع تايلند بهدف لهدف، غادر المنتخب اليمني التصفيات.

جزر المالديف.. عبور يمني

كانت إمكانية التأهل في تصفيات 2010 ممكنة فقد واجه المنتخب اليمني منتخب جزر المالديف ففاز في لقاء الذهاب بثلاثة أهداف مقابل صفر، ولم تعقه نتيجة الإياب التي خسرها أمام ذات المنتخب بنتيجة هدفين لصفر من التأهل، وبحسب نظام البطولة كان على المنتخب اليمني في الدور الثاني أن يتجاوز تايلند فتعادل معهم ذهابًا في صنعاء بهدف لمثله؛ لكنه خسر في بانكوك بهدف ليخسر في مجموع المباراتين بهدفين لهدف وتطير فرصة التأهل.
ظلت الكرة اليمنية تبحث عن أمل تأهل من نافذة الحظ أكثر من الأداء، بعض النتائج الجيدة التي قدمها المنتخب لم تكن كفيلة بتحقيق الحلم والتأهل إلى كأس العالم كطرف يُصارع الأقوياء، الحلم الذي كان يقترب، يتلاشى وينتهي كسراب أمام أعين اتحاد الكرة ومن خلفه شعب يتنفس كرة القدم.مستوى سيئ.. عودة للاخفاقات
في تصفيات كأس العالم 2014 كان المنتخب اليمني مصنفًا ضمن المنتخبات الضعيفة، يومها خسر من العراق ذهابًا بهدفين مقابل صفر وتعادل سلبًا خارج أرضه وتحديدًا في العين الإماراتية مع العراق بدون أهداف ليتأهل أسود الرافدين.
مع تطور كرة القدم، ظهرت منتخبات آسيوية بمستويات جيدة متصاعدة، على غرار ما بدأت به؛ إلا كرة القدم اليمنية، ما بين تأرجح نتائجها في التصفيات السابقة واقترابها من التأهل، عادت لتقديم مستويات سيئة جداً، وكانت نسخة تصفيات 2018 شاهدًا على الحال الذي وصلت إليه الرياضة اليمنية سواء بسبب الحرب التي اندلعت منذ 2015م، أو التعامل اللامسؤول الذي يبديه اتحاد الكرة برئاسة الأخ أحمد العيسي من عام لأخر.
في هذه التصفيات كانت اليمن بجانب (أوزباكستان- كوريا الشمالية- الفلبين-البحرين)، لم يحقق المنتخب سوى فوزًا واحدًا جاء على حساب الفلبين بهدف وحيد، ليخسر أمام ذات المنتخب ذهابًا بهدفين لصفر، وخسارة أمام أوزباكستان بهدف نظيف، كما تمكن المنتخب البحريني من هز شباك اليمن أربع مرات مقابل لا شيء، ثم خسارة لا بأس بها أمام كوريا الشمالية، لتتوالى خسائره أمام أوزباكستان بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأمام المنتخب البحريني بثلاثة أهداف مقابل صفر، وخسارة أخيرة أمام كوريا الشمالية بثلاثة أهداف مقابل صفر أيضًا، غادر بهذه النتائج التصفيات محتلًا المركز الأخير (الخامس) بثلاث نقاط.

أحمد العيسي

اتحاد الشيخ.. مأساة

إذا شاهدتم (أنياب) أحمد العيسي رئيس اتحاد الكرة اليمني بارزة فهي ليست أنياب الليث وإنما قواطع (ثعلب) تبتسم مكرا كي تكسب ود الجمهور اليمني، الذي أصبح بلا حولٍ ولا قوة أمام اتحاد يبلغ من العمر 16 عامًا، لم يحقق لليمن أي إنجاز رياضي.
رجل مثل العيسي وهو يقدم أنموذجًا مفرطًا في السوء لإدارة الاتحاد، تعبث به بطانة الأمين العام حميد شيباني، بكل تأكيد سيقدمون كرة يمنية مضحكة يرثى لها "قلب" فلسطين قبل البرازيل.
منذ رئاسة هذا "الشيخ" لاتحاد الكرة، لم نتأهل لكأس العالم ولا نهائيات آسيا ولم ننافس في غربها؛ فخسرنا بلح الشام وهذا طبيعي ومعه دهسنا عنب اليمن.
لقد جعلنا هذا الشيخ نحتفل بكرة ترتطم بالقائم ونصفق لتمريرة صحيحة ونصل حد الهوس لمجرد تسجيل هدف، جعلنا نتساءل هل يجن الفلسطينيون كجنوننا حين يفوزون؟ وهل تحتفي دولا أقل منا حضورًا كرويًا كما نفعل لمجرد تعادل أو فوز هزيل.؟
مأساة الرياضة اليمنية أنها "ركلت" الرياضيين الحقيقيين، في حائط شيخ يملك "المال" لكنه لا يملك الإدارة، يحظى بدعم "الفيفا" السنوي، لكنه لا يحظى بالكوادر المؤهلة والفاعلة من أبناء الرياضة، الذين يعرفون شعابها، وبإمكانهم خدمتها تحت أي ظرف.
لقد بدت كرتنا في عهد التسلط المرتبط بالنفوذ والوجاهة، وكأنها في عصر (الهنود الحمر) لا تعرف أبجديات الرياضة، وسط تعاقب مدربين بلا تاريخ يجلبهم الاتحاد بما يتناسب مع أمزجة القائمين عليه والنتيجة كوراث رياضية.

حميد الشيباني

الأمين العام ..نائمًا

يا سادة اتحاد العيسي الذي قضى على ما كانت تتمتع به كرة القدم اليمنية من حضور ليس غريبا عليه أن يقدم أمينًا عامًا مثل حميد شيباني في صورة الكهل المتعب والنائم المرهق، هذا الاتحاد الذي لم تشهد معه الرياضة اليمنية أي صحوة هو انعكاس لنوم الضمير الذي انتقل لمعظم أعضاء الاتحاد بعد أن كان ماركة مسجلة باسم الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، من تموت هياما في فتات ومال العيسي وما يلقيه في ولائم مدينته الساحلية الحديدة؛ ليُلغي أي تطور ويقتل أي أمل، قد نرجوه في عهده، لقد جعلنا ملطشة وجسر عبور لأضعف منتخبات آسيا في كثير من المشاركات.
تداول الناشطون صورة لأمين عام الاتحاد اليمني لكرة القدم الأخ حميد شيباني وهو يغط في سبأت عميق في أحد الاجتماعات، فحزن الرجل من ذلك التداول، ونحن نقول له يا شيباني (لا تحزن)على تلك الصورة التي تم تداولها والسخرية منك.. ولماذا تحزن أصلا فأنت نائم منذ أصبح العيسي رئيسا للاتحاد، لا فرق بين استيقاظك ونومك، ولا اختلاف بين حركتك ومكوثك، كلما في الأمر أنك تواصل مشوارك المتدني في قيادة الكرة اليمنية إلى مزيد من الانحدار والسقوط، فابتسم ولا تحزن "نومك ليس جديدًا علينا".. فقط نتمنى أن نراك يقظًا ولو مرة في حياتك يا رجل.


آخر الأخبار