تأسس في 22 مايو 2012م
ليلة وداع..
2023-06-05 | منذ 10 شهر    قراءة: 437
حسن العيدروس
حسن العيدروس

 

ليلة لم تكن كباقي الليالي فقد حملت في طياتها مشاعر الحزن والفراق، و تحولت الملاعب إلى ساحة من العاطفة ذُرفت فيها الدموع في لحظةٍ واحدة، كانت اشبه برقصة وداع حزينة، اصطفت فيها المشاعر على خطوط الفراق.

 

في البرنابيو و في مباراة مدريد و بلباو الأخيرة، كان بن زيما محط كل الانظار، شمعة مدريد المضيئة التي أشعلت الأمل في قلوب عشاق ريال مدريد، و من كانت روحه ترتفع عندما يحتاجه الفريق وجد نفسه يعيش دقائقه الأخيرة على سدة حكم البرنابيو، فالوداع جاء كصفحةٍ تُغلق بلمسةٍ خفيفة، حيث انطفأت تلك الشمعة وتركت خلفها ظلامًا يلف القلعة الملكية.

 

وفي ذات الملعب الصورة لم تختلف في وداع من لم يتخلّف يوما عن وفاءه وشدة امتنانه لسيد أندية العالم، فكان اسينسيو على موعد مع تصفيقات حارة ودموع منهمرة تعبر عن حال فراق بين عاشق ومعشوق جاء كصوتٍ هادئٍ ينقطع في سلسلة الألحان.

 

هذه الصورة لم تكن ستختلف لو كان هازارد موجوداً حتى ولو كان اثره أقل حظا من البقية.. في اسبانيا نفسها تزامنت المباريات وتزامنت معها لحظات الوداع، ففي اشبيليه كان الوقت قد حان لوداع حزين بطله هذه المرة المعشوق الابدي لريال بيتيس خواكين الذي خطى آخر خطواته كلاعب بكثير من الشجن على وقع حناجر كانت أشبه بخلفية موسيقية تودع قائداعظيم.. في مايوركا المشهد كان مختلفا في هذه الليلة فالوداع كان بالإمكان ان نقول وداع نقيضين وبطل الليلة كان ماتيو لاهوز الحكم الذي اثار جدلا واسعا في اسبانيا وخارجها وواحد من أكرم حكام كرة القدم منحا للبطاقات الملونة لكن جماهير مايوركا بادلته هذا الكرم لكن بشكل اخر ، تصفيقات حارة وتحية لم يحظى بها ولو مرة ربما في مشواره الطويل، اعتزال لاهوز تزامن معه كذلك اعتزال الحارس المخضرم دييغو لوبيز الذي حظي بنفس القدر من التحية من جماهير مايوركا حتى وإن لم يرتدي يوما القميص الأحمر.

 

في ايطاليا كان المشهد عاطفيا بشكل غير مألوف لحظة وداع ابراهيموفيتش واسدال الستار على مسيرته الاستثنائية كلاعب، زلاتان من عرف عنه أنه جبلاً قويا ثابت تفجرت دموعه كنهر متدفق من الاحاسيس في مشهد غير مألوف للسويدي فقد تحول صاحب الشخصية الحديدية الى انسان مرهف الأحساس في مشهد اختلطت فيه المشاعر المتضاربة، وذاك القلب الذي تحدى الصخر القى بثقله في بحر العاطفة فانهار باكيا وهو يودع جماهير ميلان وجماهير كرة القدم تاركا خلفه ارثا كبيراً لنجم كان استثنائيا في كل شيء.

 

ليلة كانت شاعرية بكل ما للكلمة من معنى عاشتها الملاعب الاوروبية جسدت فيها الوجه الآخر لكرة القدم وكم هي غنية بالمشاعر المرهفة كما لو انها قصة رومانسية خالدة بين الجماهير واللاعبين .



مقالات أخرى للكاتب

  • خطوة على الحلم
  • هازارد… والبحث عن السحر المفقود
  • المجد يعانق نفسه

  • التعليقات

    إضافة تعليق