تأسس في 22 مايو 2012م
هازارد… والبحث عن السحر المفقود
2023-06-04 | منذ 11 شهر    قراءة: 486
حسن العيدروس
حسن العيدروس

 

من عازف فرقة اوركسترا فاخرة في قلعة ستامفورد بريدج الى فتى فقد سحره في ارض الاحلام الملكية، ساحر لم يمر عليه ملعب في انجلترا الا وكان شاهدا على عزفه الممتع بالكرة وتمريراته المتقنة وانسيابية حركته المبهرة حيث قاد تشيلسي الى تقديم كرة قدم ممتعة قريبة الى حد بعيد لذائقة الراغبين في متعة كرة القدم. ‎

 

ايدين هازارد او “ادريزينيو” كما كان يلقبه بعض زملاءه يغلق اليوم صفحة من تاريخه كلاعب، هذه الصفحة كانت تمثل حلما له ولفريق ريال مدريد وجمهوره الكبير.

 

فليس من السهل أن يختارك ريال مدريد لتدافع عن شعاره الا إن قدمت عربونا فيه سجلا حافلا من الكفاءة التي تؤهلك لشغر مكان في ملعب البرنابيو، وتلحق مسرعا بقطار لا يمر كل يوم. ‎

 

كان هازارد احد المحظوظين باهتمام مدريد وكان مدريد محظوظا وقتها أن اختاره واحداً من افضل اللاعبين في الدوري الانجليزي الممتاز، غير أن الحب المتبادل لا ينتج بالضرورة سعادة دائمة فقد تفوز الظروف عليه في بعض الأحيان. ‎

 

وقع هازارد مع ريال مدريد في عام 2019 وحقق حلما كان اقرانه يحسدونه عليه، كان ورقة فنية رابحة، ثمينة وساحرة، لايمكن الا أن تتنبأ لها بنجاح منقطع النظير، وكان من السهل أن تراه في الصف الأول رفقة كتيبة النجوم المدججة في الفرقة الملكية، لكن القدر أصدق من أي توقعات فبإستثناء بعض التألق العابر أصبح هازارد من سارق للأضواء في انجلترا الى حبيس للظل والاصابات والعثرات مع ريال مدريد. تحول سحره الأخاذ الى شبح باهت وأصاب مكانه الأساسي مرض الشك، حتى في وقت احتفال زملاءه بالبطولات مع ريال مدريد كان يعلم في نفسه أنه دوره في تلك الألقاب أصغر عما يجب أن يكون، فذلك الساحر كان اشبه براقص فقد ايقاعه، ورسام فقد ريشته، ونغمة حزينة تبحث عن اذن مستعدة للاستماع، فقد حاصرته خيبة الأمل وداهمته الإصابات وتحول دوره الاساسي الى دور تكميلي حتى اسمه اصبح بالكاد يذكر.

 

رحيل هازارد عن ريال مدريد جعل العالم يتساءل عن وجهته القادمة ومستقبله المجهول وأي صفحة جديدة يستعد البلجيكي لفتحها، وهل يلهمه ذلك الارث الذي تركه خلفه في تشيلسي ليستعيد شيئاً من هازارد ويعود ليفتن الجماهير ويدهش الجميع بعيدا عن الضغوطات كماكان يفعل في تشيلسي ام ان تلك اللمسة الساحرة والقوة التي كانت تحركه دفنها في مدريد.

 

قصة هازارد مع ريال مدريد انتهت لكن ماهي الا فصل من فصول حياة لاعب امتعنا كثيرا في السابق ونأمل أن يستعيد بوصلة ذلك الابداع الذي عهدناه منه سابقا في محطته القادمة..



مقالات أخرى للكاتب

  • خطوة على الحلم
  • ليلة وداع..
  • المجد يعانق نفسه

  • التعليقات

    إضافة تعليق