تأسس في 22 مايو 2012م
عندما تنعكس مفاهيم الكرة في القارة العجوز
2021-10-28 | منذ 2 سنة    قراءة: 894
محمد سالم
محمد سالم

 

 الثابت والاكيد أن الكرة لا تعترف بأحكام مسبقة ولا تخلوا المباريات من المفاجآت خصوصا في الدوريات الأوروبية رغم اختلاف موازين القوى وقيمة اللاعبين في كل فريق.

 

بالأمس في مسابقة الكاس في ألمانيا سقط البيارن بخماسية نظيفة أمام المضيف مانشنغلادباخ، مباراة شهدت تقلبات عديدة لم يتوقعها ابرز المتابعين، البيارن يتعرض لأول واقصى هزيمة هذا الموسم رغم أنه كان معززا بكل النجوم ولكنه لم يتدارك الهزيمة. هزيمة محيرة وثقيلة، هزيمة وان كشفت المردود المهزوز للفريق البافاري فانها كشفت عن قيمة اللاعب الجزائري رامي بن سبعيني الذي تالق وسجل ثنائية إلى جانب المهاجم كوندي. مانشنغلادباخ فعل ما عجز عنه كبار المانيا واوروبا، فريق متحدي وجاهز ومدرب احسن التحضير والإعداد، تلافى نقاط قوة البيارن واستغل نقطة قوة فريقه، مدرب نسي اسم الفريق المنافس، نسي ارقامه وسجلاته وأمن بإمكانيات لاعبيه واهم شيء أنه امن بقدرته على الفوز وبمقولة أن كل شيء وارد في 90 دقيقة، وحصل ما كان يصبو له لينتصر بخماسية ويزيح البيارن ويحقق ما رآه غيره مستحيلا وهذا درس لكل مدرب كي يركز على عمله ويتحدى أي فريق مهما كان اسمه.

 

المفاجأة الثانية في كاس انجلترا إزاحة وستهام لمانشستر يونايتد، رغم أن أبناء جوارديولا في أفضل حالاتهم ولكن مدرب وستهام ديفيد مويس حد من خطورتهم وارغمهم على الذهاب للركلات الترجيحية ويضمن الترشح بفضل ركلة الدولي الجزائري سعيد بن رحمة.

المفاجأة الأخرى من الدوري الإيطالي حيث استطاع ساسولو أن يطيح بيوفنتوس في تورينو، نتيجة غير متوقعة باعتبار أن فريق السيدة العجوز لم ينهزم في المباريات الأخيرة وانتصر على أفضل فريق أوروبي وهو تشيلسي، لكن مدرب ساسولو اليسيو ديونيسيو احكم الإعداد لهذا اللقاء وتحسب لكل الجزءيات وتمكن من مجاراة نسق المباراة ويحصد نقاط الفوز في الدقائق الأخيرة بعدما كان الأفضل طوال ردهات المباراة وهذا دليل على قيمة هذا الفني الذي تحدى اليغري وتفوق عليه بابسط الإمكانيات.

المفاجأة الرابعة جاءت من الدوري الاسباني بعد فوز رايو فاليكانو على برشلونة، صحيح البرسا ليس في افصل حالاته ولكن يبقى أقوى من فاليكانو، ولكن المدرب اندوني ايراولا باغت كومان منذ البداية بأسلوب هجومي وافتتح التسجيل عن طريق هدافه الكولومبي فالكاو، هذا الهدف حافظ عليه المضيف وأحسن التعامل مع طريقة لعب البرسا باغلاق كل المنافذ واستغلال المرتدات. ما يميز الكرة الأوروبية أنها لا تعترف بقانون الاقوى، لا تعترف بمبدأ الأفضلية المطلقة، ولكنها تعتمد على فنيين بارزين يحسنون التحضير والاعداد، ويحسنون قراءة اللعب، فنيين محنكين ويصنعون الانتصارات والانجازات حتى بابسط الامكانيات، عكس الكرة العربية التي تتميز بالأحكام المطلقة ومنطق القبول بالهزيمة وغياب ردة الفعل.



مقالات أخرى للكاتب

  • الكرة تخطيط ،الكرة إستراتيجية،الكرة عمل متكامل
  • تاريخ دربيات الكرة الإيطالية
  • صناعة الكفاءة التدريبية بين النظرة التونسية والألمانية

  • التعليقات

    إضافة تعليق