محمد سالم

 المنتخب التشيلي بطل كوبا أمريكا في مناسبتين متتاليتين، منتخب قارع الكبار وأصبح من الارقام الصعبة، تطور فترة بيلسا بشكل ملحوظ وخطف الأضواء من عمالقة أمريكا.

تميز بانضباطه وكرته الممتعة، كان يفوز نتيجة واداءا بفضل خطوطه المتماسكة وتواجد عناصر جيدة في كل شق، برافو وميديل في الدفاع، ايسلا وفيدال في الوسط وفارغاس وسانشيز في الهجوم. منتخب عنيد ويصعب مغالطته حتى خارج الديار، دفاعه كان الأبرز وأقل منتخب يقبل اهداف، هجومه كان ينافس هجوم البرازيل والأرجنتين والاوراغواي كولومبيا في كوبا أمريكا. لفت اليه جميع الأنظار وحاز اعجاب الانصار ولكن في الآونة الأخيرة تراجعت النتاءج بشكل لافت في كوبا أمريكا وتصفيات كأس العالم قطر 2022.

بدأت المشاكل مع المدرب الاورغواياني لاسارت في كوبا أمريكا حيث عمد نجوم المنتخب إلى الخروج من النزل والسهر ليلة المباريات وهو ما أثار حفيظة الجميع حتى هدد وقتها المدرب بالاستقالة وكانت النتائج في مستوى سلوك اللاعبين.

وخرج المنتخب التشيلي من الربع النهائي بعدما كان ينافس سابقا على الصدارة والوصافة، انتظر الجميع أبعاد المتسببين في عدم الاستقرار وإعادة ترتيب الأمور ولكن التزامات المنتخب وخصوصا تصفيات كأس العالم حالت دون ذلك طمعا في تحسن المردود والقيام بردة فعل تنسي الجماهير التشيلية خيبة كوبا أمريكا وتبعث فيهم امل جديد امل الترشح للمونديال العربي.

لم يتغير وجه المنتخب التشيلي وتقهقر أكثر وفقد تقريبا كل حظوظه، هجوم هو الأضعف ولم يسجل الا 9 اهداف، دفاع ضعيف وقبل 12 هدف، ترتيب محير الثامن ب 7 نقاط من انتصار يتيم و4 تعادلات ومثلها هزائم.

ترتيب لم يعرفه التشيلي منذ مدة، ترتيب يعكس قلة الانضباط والروح الانهزامية التي تجذرت في هذا المنتخب، منتخب أصبح ينهزم أمام منتخبات مغمورة كانت تهابه بمجرد ذكر اسمه. تراجع مردود المنتخب التشيلي أضر بالمنافسة وافقدها نكهتها لأنه كان منافسا قويا ويبهر الجميع ولكن وجب الأخذ بالأسباب وأهمها قلة الانضباط وتراجع مستوى النجوم وتقدم الركائز في السن وهو ما يفرض ضخ دماء جديدة قادرة على العودة للواجهة وتكرار انجازات هذا الجيل الرائع الذي مثل استثناء في تاريخ الكرة الشيلية والأمريكية الجنوبية عموما، عودة الشيلي لمستواه هو عودة للفرجة والمتعة.