تأسس في 22 مايو 2012م
ريفالدو ... رحلة من الفقر إلى المجد
2020-12-08 | منذ 3 سنة    قراءة: 1160
سمير القاسمي
سمير القاسمي

 

 لكرة القدم سحرها ورونقها اللامع في عقول البسطاء ، ولها مذاق خاص عند الفقراء ، كرة القدم اذهلت ابناء الاحياء الشعبية وجذبتهم إلى عشقها ، في كل بقاع العالم تجد من يسكن الصفيح يتمتع بالمهارة والموهبة أفضل من أولئك القابعون في قصور لا تخترقها متعة الشارع ، الطفل الذي في بيت فخم يلعب الكرة ويمل سريعا ، ويرحل إلى لعبة اخرى تشبع رغباته ، والطفل الذي يسكن في بيت بدون سقف يلعب الكرة ليل نهار ، يلاعب اقرانه ويراوغ الحيونات والشجر ، يلعب بكرة حقيقة او بكومة ملابس مهترية " شربات "! في مدينة باوليستا البرازيلية بالقرب من مدينة ساوباولو ، وفي احدى الشوارع الفقيرة ولد ريفالدو عام 1972 ، بدأت طفولته ببيع الصحف على رصيف الشارع ، وتحول بعد ذلك إلى بيع المياة المعلبة والشروبات الغازية في ملاعب كرة القدم ، كان يبيع وينظر إلى اللاعبين الذين على البساط الاخضر وبداخله احلام النزول إلى حرم الملعب لكي تخبرهم مهاراته التي لم تكتشف بعد ، مع كل معاناته من الفقر والتشرد بالاضافة إلى فقدانه أبيه مبكرا ، إلا أن كرة القدم في قلبه وفي عروقه .

ريفالدو عاش طفولة بائسة حيث عاني من سوء التغذية التي تسببت في تقوس سيقانه ، وفقد بعض اسنانه ، تحدث ريفالدو عن طفولته في عدة مقابلات صحفية اشهرها في المؤتمر الصحفي الذي اقيم بمناسبة فوزه بجائزة افضل لاعب في العالم عام 1999 ، كان يتحدث ويبتسم بشكل حزين ، تحدث أن الله قد انقذه من الفقر ، وتحسر على تواجد الكثير من الاطفال في هذا العالم محرومين من الطعام والصحة والتعليم .

وتعتبر كرة القدم احد اطواق النجاة لابناء امريكا اللاتينة للابحار إلى اوروبا ، القارة الحلم من أجل الشهرة والاضواء والمال ! النجم البرازيلي لم يستسلم للعراقيل والصعاب ، ووصل إلى أكثر بكثير مما كان يحلم ، الفوز بكأس العالم مع البرازيل عام 2002 وكوبا امريكا عام 99 بالاضافة إلى الفوز بالكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب في العالم ، والكثير من البطولات مع الاندية التي لعب لها في البرازيل واسبانيا وايطاليا .

ولعب كرة القدم حتى سن متأخر ووقت قريب ، فبعد الاحتراف الحقيقي ذهب إلى الهند والبرازيل ، ولعب مع ابنه في فريق واحد وسجل هذا في موسوعة غينيس ، حياه مذهلة وتاريخ مشرق لريفالدو ، بدأ ريفالدو لعب كرة القدم في مركز الجناح الايسر ، وعندما ذهب إلى برشلونة نقله المدرب الهولندي فان خال إلى صانع اللعب الكلاسيكي " خلف المهاجمين " ورغم اعتراض الصحافة الكتلونية والاسبانية على فان خال ، لكن هذا المركز صنع ربيع ريفالدو الجميل ، ريفالدو الذي تشاهد علامات الفقر على وجهه إلى اليوم ، شكل ثنائي ممتع مع الظاهرة رونالدو في المنتخب البرازيلي ، وكان ختام هذه الثنائية في أجمل لحظتها عند الفوز بكأس العالم مع المدرب سكولاري في كوريا واليابان ! قد تكون طفولة ريفالدو هي التي غيرت الكثير في شخصيته ، وجعلت منه قوي العزيمة ومتين الطباع ، لا يبتسم إلا احيانا ، وادخلت في نفس ريفالدو الكثير من الصفات أبرزها الخداع والمكر ، فكان داهية في خداع المنافسين ، وتسجيل الاهداف التي تميز بها عند الكرات الثابتة ، وقذف الكرة بطرق ساحرة وفيها كمية من الخداع التي تعجب الجمهور الكروي ، لكن لم يقف ريفالدو عند هذا الحد ، بل تجاوز الخداع المحبب إلى الخداع المحرم والمكروه ، خداع الحكام وتطويع مهارته في الخداع ، وحادثة مونديال 2002 امام المنتخب التركي لا تنسى ابدا ، عندما اوهم الحكم بأن اللاعب التركي أعتداء عليه ، فقام الحكم بطرد اللاعب التركي واصبحت هذه الحادثة نقطة سوداء في تاريخ ريفالدو !



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوري المنُتظر إلى حين ميسرة !
  • أوروبا والكيل بمكيالين!
  • رحيل قاهرة البرازيل ..!

  • التعليقات

    إضافة تعليق