تأسس في 22 مايو 2012م
شعب إب.. زلزلة عاتية ..! بحرور
2020-08-25 | منذ 4 سنة    قراءة: 1703
 محمد البحري
محمد البحري

 

  لن نرفع القبعات للاتحاد الآسيوي على إعلان شعب اب النادي الأكثر جماهيرية وشعبية في اليمن، ولكن من يستحق التبجيل في حضرة صاحب المقام الأخضر هو الجمهور أصل وفصل الشغف.

لو أن الاستفتاء الآسيوي جاء بما تأتي به الأوائل، لكان ماسخًا، فالعنيد وإن كان الأخير زمانه تمرد على قواعد العشق الـ40 وصنع لنفسه من القلوب عرشًا لم تتدخل فيه شمس الضحى ولا شفق الغروب.

الغاضبون من نتيجة الاستفتاء، المصبوغون بلون الخطر، قالوا في الاتحاد الآسيوي ما لم يقله جرير في الفرزدق، مع أن الذين توجهوا لتقديم محبتهم في استفتاء مشروع وصحي، لم يكونوا من ذوي الأنوف الفطساء والعيون الضيقة، جمهور لا يتناول لحم الكلاب، ولا يقدم السحالي على مائدة الإفطار، هم فقط من هواة "السلتة" و"العصيد" التي يتناولها باقي جماهير الأندية التي تم عرضها في الاستفتاء.  

فاز بيليه بلقب لاعب القرن باختيارات النقاد وفاز مارادونا الذي جاء بعده بذات اللقب، لكن عبر استفتاء لعشاق الكرة على مستوى العالم، بالنسبة للمتابع العاقل المتجرد من خيلاء "هولاكو" ورومنسية "روميو" سيجد أن معايير الفيفا الصارمة قابلها الحضور الجماهيري لمعجزة الأرجنتين، ففي حين فاز الجوهرة السوداء بآراء عدد محدود من النقاد والمدربين، كان صاحب "يد الله" يتباهى بالملايين الذين لم يستطع الفيفا أن يوقف شلالات عواطفهم المتدفقة نحو ملك 86.

لم يتجه أسطورة البرازيل لمهاجمة الفيفا في استفتائه الشعبي، فما يقوله الشعب يخرس الأفواه ولا صوت يعلو على ذلك. المتعصبين للتلال، لم يكن الاستفتاء متعلق بمعارك داحس والغبراء وتواجد الزير سالم، والشنفرى على مقاعد المتفرجين، ولا علاقة لآثار "تبع" في الموضوع ولم تكن القضية المطروحة تتساءل عن الفريق الذي عاصر فاتن حمامة وعمر الشريف ورباعيات الخيام.

  هذا التعصب للأقدمية والحقد الذي تم رميه باتجاه الآسيوي، نم عن غباء فكري مغلف بالرعونة الحمقاء، ومهاجمة الاتحاد هي محاولة لتمرير "عنصرية" يراد بها استهداف الداخل أولا أو أخيرا، فالذي اختار الشعب هم الشعب، وشعب اب فيما يتعلق بالعشق الجماهيري "زلزلة عاتية".   أنا على ثقة أن الذين يتغاضون عن جماهيرية شعب إب التي كانت تروي المدرجات، ويتحججون بقصص (كليلة ودمنة) هم أكثر دراية بأن جماهير الشعب هم أسياد التشجيع والجنون، وهم نكهة الرياضة اليمنية حتى في تمارين الفريق العادية.

لو لم يكن الشعب هو المتوج بعرش الجماهير، لكان الاستفتاء أبلهًا فعلا، وهذا لا يلغي حق الأندية الأخرى التي تم عرضها للاستفتاء في جماهيريتها، ولا ينسف قاعدة عين السخط التي تبدي المساوئ، ولكن حين تصبح الأزمة نفسية وعقدة متناثرة، نجد فعلا أن ( بعض طويل لا يخلو من الهبل).

من السخف والمضحك مطالبة الاتحاد الآسيوي بتحديد معايير لاختيار النادي الأكثر شعبية، الموضوع هنا لاعلاقة له بتاريخ ولا بعدد بطولات ولا باحتواء حكومي أو دعم مهول، المتضررون نفسيا لم يعوا أن الحب والشغف لا تدفع ثمنه الحكومات ولا الاستثمارات ولا الفوز بكؤوس (افتح يا سمسم)، الجمهور وحده هو نار الشوق ونور الوفاء.   للمعقدين: هل تعرفون أن نادي رينجرز الاسكتلندي صاحب أكبر عدد من البطولات بـ 118 بطولة ، ومع هذا شعبية "عمر" زميل الكابتن ماجد في المسلسل الكرتوني تفوقهم، وهل تعرفون أن العشق لا يقاس بالدفع المسبق ولا بالتطبيل ولا بالوجاهات، ولا بقواعد السياسة التي تتلاعب بما يطفو على السطح، وهذا ما امتلكه عنيد اللواء وسيد قومه شعب اب.   للتأكيد على أن ثمة عقد مستفحلة وأعراض كورونا في مقالات النفخ في القرب المقطوعة، وجدنا هلال الساحل الغربي –هلال العيسي محشورا بنقد لاذع وسامج، خالي من المقبلات، مع أن الهلال لم يسطع في سماء الاستفتاء، ولم يذكره الاتحاد الآسيوي من قريب أو بعيد.

  صاحب الظل الطويل ومن وقف معه.. تركوا لأنفسهم حق ترشيح نادي على حساب آخر واستعرضوا لنا بحرقة ما يجول في صدورهم، وطالبوا بمعايير وشقة وسيارة وعسل أسود، واستكثر على الشعب تتويج الشعب وهذا هو المعيار الأول والأخير.  



مقالات أخرى للكاتب

  • ناشئونا بين الدجاج والفلافل..!
  • الناشئون.. زخم أقل
  • فوائد فؤاد الباراولمبي...!

  • التعليقات

    إضافة تعليق