تأسس في 22 مايو 2012م
موت السيليساو
2014-07-10 | منذ 10 سنة    قراءة: 2560
 أحمد الحوري
أحمد الحوري
هي كارثة، ربما أكبر، هو زلزال بل ربما أشد، إنها فضيحة، كارثة، عار، مأساة، سقوط.. كلمات كثيرة أي منها لا يمكن أن يصل بنا إلى وصف حال المنتخب البرازيلي، بعد الهزيمة المذلة التي تعرض لها أمام المنتخب الألماني، وقوامها سبعة أهداف كاملة، نعم سبعة أهداف كاملة، مقابل هدف، أوصلت هذه الأهداف السبعة الماكينات الألمانية إلى نهائي المونديال، فيما لم يحفظ الهدف اليتيم أي ماء لوجه وهيبة الكرة البرازيلية التي تمرغت بالتراب في سابقة لم تحدث في تاريخ كأس العالم وخاصة في الدور نصف النهائي.

كنت من ضمن كثيرين توقعوا خسارة المنتخب البرازيلي لمباراته أمام ألمانيا، واكتفائه باللعب على المركزين الثالث والرابع، ولكن لم أكن أتوقع ومعي الملايين أن تصل النتيجة إلى ما وصلت إليه في ليلة »الثلاثاء الأسود« لكل البرازيل، ليلة اهتز فيها عرش السامبا، ليلة ستظل عالقة في أذهان الأحياء وخالدة في صفحات التاريخ الكروي، بحسب معرفتي، وإذا لم تخني الذاكرة، لم أشهد مباراة يتلقى فيها مرمى أحد المنافسين أربعة أهداف في ست دقائق، فما بالنا لو كانت هذه المباراة في دور حاسم ببطولة عالمية بحجم المونديال، ومن يتعرض لهذه السابقة المنتخب البرازيلي بكل تاريخه وهيلمانه ونجومه العالمية الخمسة.

المنتخب البرازيلي انكشف في المباراة، وأكد ما ذهب إليه بعض المراقبين في البطولة، بأن هذا المنتخب هو أضعف من مثل البرازيل في المحافل الدولية، منتخب اختزل كل حظوظه وتطلعاته في نجم أوحد هو نيمار، فحين غاب عن المباراة حدث هذا السقوط المهين، منتخب وضع كل جاهزية وقوة خطه الدفاعي في القائد ثياغو سيلفا، فعندما فقدته القائمة البرازيلية فقدت القادر على ضبط الخطوط وإدارة الملعب، في وقت عجزنا عن تحديد هوية اللاعبين الذين لم نعرفهم إلا بالقميص الأصفر فقط.

صحيح أن السيليساو لم يقدم في البطولة ما يشفع له ليكون عنصراً أساسياً في مباراة التتويج، باستثناء الشوط الأول من مباراته أمام كولومبيا، إلا أننا توقعنا أن وصوله إلى الدور نصف النهائي واستفادته من عاملي الأرض والجمهور سيجعلنا نرى فريقاً مقاتلاً يتمسك بحظوظه حتى الرمق الأخير، حتى وإن لعب من دون نيمار وثياغو، لكن ما حصل هو العكس تماماً، القائمة البرازيلية لعبت المباراة وهي فاقدة الثقة في قدراتها، وكأن الفريق يلعب بهذه العناصر لأول مرة، كان حدثاً وأعني النتيجة التي آلت إليها المباراة - غير متوقع بالمرة، الأمر الذي أدى إلى ما شاهدنا من ردات فعل في المدرجات كان عنوانها الأكبر الصدمة والدموع، دموع ذرفتها كل المدن البرازيلية، حتى خيل لنا أن البرازيليين في طريقهم لإشعال الشموع حداداً على موت كرتهم التي تغنى بها العالم عقوداً طويلة من الزمن.

صافرة أخيرة..

الكرة البرازيلية لم تغسل أحزان نهائي مونديال 1950 رغم مرور 46 عاماً، فكم من الزمن ستحتاج لغسل عار نصف نهائي مونديال 2014، ومتى ستنجب نجماً يستعيد لقب الهداف التاريخي لبطولات العالم الذي فقده نجمها رونالدو، لحساب الألماني كلوزه في مباراة الانهيار التاريخي.


** نقلا عن صحيفة "البيان" الإماراتية


مقالات أخرى للكاتب

لا توجد مقالات أخرى للكاتب

التعليقات

إضافة تعليق