تأسس في 22 مايو 2012م
لا تبكِ.. يا خليلودزيتش
2014-07-05 | منذ 10 سنة    قراءة: 2019
 حسين المستكاوي
حسين المستكاوي
•• «هل تظنون أن المنتخبات التى تأهلت لدور الستة عشر يمكن أن يكون فيها منتخب ميكى ماوس.. المهم أننا تأهلنا إلى دور الثمانية؟».

 

•• كان ذلك تعليق ميرتيساكر على الفوز الصعب الذى حققه منتخب بلاده على نظيره الجزائرى فى بورتو إليجرى. فيما أرجع لوف مدرب ألمانيا الفوز إلى قوة الإرادة عند لاعبيه، لكنه اعترف بأن فريقه لم يقدم كرة جيدة.

 

•• والواقع أن منتخب الجزائر أهدر فوزا جديدا على ألمانيا بعد فوزه الأول عام 1982 فى إسبانيا. كان الفريق الجزائرى هو الأقرب للمرمى الألمانى فى الشوط الاول الذى تألق فيه حارس المرمى نوير حين شغل مركز الليبرو. وحافظ الفريق الجزائرى على تنظيمه الدفاعى على الرغم من هجماته المضادة المستمرة لأنه استخدم وسيلة إيصال واتصال منطقية وهى الكرات الطويلة التى تقطع المسافة وتوفر الزمن والجهد وتحافظ على الموقف الدفاعى والتنظيم فى الوسط. ولم يكن ممكنا اختيار أسلوب آخر مثل الهجوم بالتحضير والتقدم بالخطوط.. وهذا يحسب للمدرب خليلودزيتش الذى نجح فى إدارة اللقاء المثير والصعب، وقد هربت منه دموعه تأثرا بالأداء وبفرصة الفوز ودخول التاريخ من بابه الواسع مع فريقه الشجاع.. لكنك تستحق كل تقدير أيها المدرب القدير فلا تبك.. يا خليلودزيتش؟!

 

•• الفارق فى المباراة التى استغرقت 120 دقيقة وحفلت بالكفاح والصراع، الفارق هو اللياقة البدنية. وهو ما منح الألمان أفضلية فى الشوط الثانى ثم فى الوقت الإضافى. لكن الفريق الجزائرى أصاب أحد أكبر المنتخبات فى العالم بارتباك غير مسبوق. حتى أن ألمانيا لعبت أسوأ 45 دقيقة منذ عام 2006.. البعض يرى أنها الأسوأ فى تاريخ الكرة الألمانية. علما بأن منتخب ألمانيا هذا يوصف بأنه الأفضل تكتيكيا فى تاريخ الكرة الألمانية بما يملكه من مهارات وسرعات.

 

•• كان الجو لطيفا فى بورتو إليجرى حيث أقيمت المباراة. وهذا خفف على المنتخب الألمانى. إلا أن الجزائر اقتربت كثيرا من الفوز. وبقدر ما تألق نوير قدم رايس موبلحى مباراة رائعة، وتصدى لكرات وفرص شديدة الصعوبة، وكان شباب الفريق الجزائرى يقتحم خطوط الألمان بجرأة وسرعة وشجاعة. رأس الحربة إسلام سليمانى وخلفه ثلاثة عفاريت يجرون وهم تايدر والعربى سودانى وفجولى ويهرول خلفهم دفاع ألمانيا، وهناك فارق بين الجرى وبين الهرولة.

 

•• أداء منتخب ألمانيا فى تلك المباراة يضع الفريق فى بيت ألغاز، فقد أثار الشكوك فى قدرات الفريق، وفى قدرته على إكمال الطريق. فالفوز المبهر القوى على البرتغال فى الدور الأول رفع من سقف التوقعات والأحلام عند الألمان والخبراء إلا أن الفريق فاز بصعوبة على أمريكا، وترنح أمام غانا. وصحيح أنه فى أدوار خروج المهزوم يختلف التكتيك والخطط لكن ألمانيا لم تلعب كرتها الجيدة أمام الجزائر. ولولا شورل وأوزيل لكان الموقف أصعب بكثير.. لكن السؤال الصعب: ماذا عن لقاء الجمعة مع فرنسا والفريقان هما أصحاب واحدة من أفضل مباريات كأس العالم على الإطلاق فى عام 1982 حين تعادلا 3/3.. وفازت ألمانيا بركلات الترجيح. خصوصا أن شباب فرنسا أعلنوا عن أنفسهم فى هذا المونديال؟.


مقالات أخرى للكاتب

  • تليفون صلاح..!
  • عزيزتى أوروجواى: لا تكذبى!
  • سواريز.. أم «الدوبرمان»

  • التعليقات

    إضافة تعليق