تأسس في 22 مايو 2012م
التأمين على الرياضيين
2013-07-03 | منذ 11 سنة    قراءة: 8362
دكتور محمد النظاري
دكتور محمد النظاري


يوما بعد آخر نفقد أحد رياضيينا، إما بسبب مرض ألم به ولم يستطع التداوي منه، أو إهمال وتخلي عنه.. فالرياضي لا يملك سوى تاريخ مسطر على الورق ومدون في صفحات الجرائد، أما الشيكات والدفاتر البنكية، فبينها وبينه طلاق بائن.
آخر من رحل عنا الكابتن القدير على الحمامي –رحمه الله- وهو أحد نجوم الرعيل الأول، وقد خسرت كرة القدم اليمنية برحيله واحداً من الذين خدموها يوم كان اللاعب يصرف من جيبه على النادي، فيما اليوم ونحن نعيش ما يمكن أن نسميه مجازا بالاحتراف –في بلادنا- لا نجد من اللاعبين من يقدر الوضع الصعب الذي عاش فيه اولئك النجوم.
لاعبين كثر انتقلوا الى الرفيق الأعلى، ولم يتذكرهم أحد، وان كان البعض قد نعاهم في صحيفة، أو حضر جنازتهم.. لكن اللأكيد أن الرياضي اليمني، يموت يوم تفارق قدماه الكرة، وليس حينما تفارق روحه الحياة.. فعندما يغادر الملاعب يصبح من الاطلال، ولا يسأل عنه أحد، وإن مرض فإن مقبرة خزيمة أقرب إليه من بوابة أي مستشفى.
نحن نطالب بحياة كريمة لنجوم قدموا حياتهم في خدمة الوطن، ورفعوا علمه عاليا في المحافل الخارجية، فمن أبسط ما يمكن أن نعطيه لهم التأمين الصحي، فاللاعبون جلهم ليسوا موظفين، وبالتالي ليس لهم أي دخل يقتاتون منه بعد توديعهم الملاعب، مما يجعل حياتهم جحيما، خاصة عندما يجدون الفاسدين يملكون ما لا يستحقون فيما هم لا يملكون الا ذكريات الماضي فقط.
على الدولة أن تقوم بمسؤوليتها الوطنية أمام هذه الشريحة المهمة من خلال اقرار قانون الزامي للتأمين بكل انواعه عليهم، فهذا أقل ما يعطى لهم، ويحفظ ماء وجوههم من الوقوف –أذلاء وهم الكبار- أمام باب فلان أو علان.. فليس من الشهامة أن تتخلى الحكومة عنهم، وهم الذين قدموا ما قدموا طيلة حياتهم من دون مقابل.
يعتصرني الألم وأنا أجد نجوما كنت اتمنى –وما زلت- أن اصافحهم، أو أتصور بجانبهم، يقفون اليوم موقفا لا يليق أبدا بتاريخهم، والتاريخ وحده سيذكرهم وسيلعننا، لأننا أخذناهم لحما ورميناهم عظما.. وهذا كله سينعكس سلبا على الجيل الحالي والقادم، فلن يقدموا شيئا لوطن لا يعطيهم حتى إبرة دواء إذا ما مرضوا.
نصيحتي لكل لاعب أن يتعلم، فالعلم هو الحصن الحصين لهم، فهو السبيل لارتقائهم، فلا يجعلوا اللعب هو كل غايتهم، فكسر واحد لا قدر الله، يجعلهم خارج الخدمة، ويصرف انظار المعجبين عنهم، أما اكتساب العلم فسيقودهم للحصول على الوظيفة التي تليق بالمستوى التعليمي الذي وصلوا اليه، وليأخذوا العبرة من نجوم تسلحوا بالعلم فواصلوا تألقهم كالدكتور أبو علي غالب، وغيره من القامات الرياضية التي احتفظت بمقامها عليها بفضل العلم.
نسأل الله أن يتغمد الكابتن الحمامي بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم محبيه وأهله الصبر والسلوان.. وأن يوفق وزارة الشباب والرياضية لاقناع الحكومة في تنفيذ إحدى توصيات المؤتمر الاول للرياضة اليمنية والمتعلقة بالتأمين على الرياضين، ففي تنفيذها تأمين على الرياضة اليمنية من الاندثار .


مقالات أخرى للكاتب

  • الصحافة الرياضية العربية.. وتصحيح المسار
  • الجمعية وخطوات الواثق بنفسه
  • تبقى الأعذار ويستمر المقصرون!!

  • التعليقات

    إضافة تعليق