تأسس في 22 مايو 2012م
لا تلوموهم..!
2013-04-01 | منذ 11 سنة    قراءة: 8454
 محمد بن عبدات
محمد بن عبدات


أستغرب دائما من تسرع البعض في إصدار الفتاوى والأحكام والنقد غير المبرر أي الذي لا يستند لحقائق وأدلة واضحة (بس) هي مسألة غرور وأمراض وأحقاد والعياذ بالله تكتنف عقول وقلوب هؤلاء النفر الذين ليس لديهم فهم وإدراك بالمهنية الحقة وكيفة أسس النقد البناء والهادف والذي يزيد من احترام وتقدير الشخص حتى لدى من يوجه لهم أسهم انتقاداته.
حقيقة أزعجتني بعض الأطروحات التي صبت جام غضبها على المنتخب بعد هزيمة ماليزيا وطالبت بإقالة الجميع بما فيهم تسريح اللاعبين دون ان تكون على علم أو دراية كافية بحيثيات معاناة أفراد المنتخب الذي يضم حسب وجهة نظري حوالي تسعين في المائة من أفضل العناصر والمواهب الكروية وبالتالي ليس هناك أفضل مما كان ولكن هي عوامل وظروف كثيرة لم تساعد اللاعب اليمني لتحقيق مبتغاه في مثل هكذا ظروف تعيشها البلاد عكست نفسها على واقع طموحاتنا وما نسعى اليه من اهداف خاصة بعد تعثر المسابقات المحلية عن انطلاقها في مواعيدها وهو الأمر الذي حجب رؤية المتابعة للجهاز الفني للمنتخب باضافة خامات جديدة ناهيك ان تلك الظروف جعلت من منتخبنا يلعب خارج أرضه وهي مسألة لها أثرها بكل تأكيد.. تخيلوا لو لعب منتخبنا أمام البحرين في صنعاء هل سيتعرض لتلك النتيجة؟ أكبر المتشائمين سيقول لا.
ضف الى ذلك عوامل نفسية أخرى يعاني منها لاعب المنتخب مثل تأخير رواتبهم أو حوافزهم، فنحن في بلد يعيش دائما في أزمات مالية بعكس غيرنا.. ورغم كل ذلك الكل يبذل قصارى جهده سواء في اتحاد الكرة أو الجهاز الفني أو الإداري واللاعبين انفسهم للظهور والحضور القوي أمام الآخرين رغم كل المعوقات.
تخيلوا ايضا قبل مباراة ماليزيا وصل المنتخب كوالالمبور يوم الأربعاء بعد رحلة عناء طويلة لم يذق فيه بعض اللاعبين طعم النوم مطلقا وأنا شاهد عيان على ذلك، وفوق هذا خاضوا أول تمارينهم بعد راحة لبضع ساعات في الفندق.. يعني أتى يوم المباراة والبعض منهم إن لم يكن جميعهم لم يلتقطوا أنفاسهم بعد.. وفوق هذا كانت المباراة قاب قوسين أو أدنى يحسمونها لولا ظروف الأجواء الممطرة والرطوبة الشديدة وإرهاق الرحلة الطويلة الذي كان لها الأثر الكبير على تراجع أداء لاعبينا لكان هناك كلمة أخرى.
واقولها بالفم المليان رغم تلك المعاناة التي فرضت على الكرة اليمنية عنوة سوف نحقق نتائج وانتصارات طيبة في المباريات القادمة خاصة إذا لعبنا على أرضنا وبين جماهيرنا، فاللاعب اليمني لديه الموهبة والقدرة على التفوق متى ما تهيأت له الظروف.. فلا تلوموهم دون ان تفهموا معنى الظروف المحيطة بهم وإلا هو كلام وخلاص.. فإذا كان كذلك فهذا ليس هدف سلوكياتنا ومنهجية عملنا.
أخيراً هي كلمة حق قلتها ليس من باب الدفاع على أحد أكثر مما هي حرص على خدمة منتخبنا وتحقيق أهدافنا. هذا والله من وراء القصد


مقالات أخرى للكاتب

  • شرعية الجمعية وعشوائية الوزارة
  • الجرمل تاريخ رياضي حافل
  • بداية الغيث دوري وتغيير

  • التعليقات

    إضافة تعليق