تأسس في 22 مايو 2012م
إنجاز كأس الرئيس رد اعتبار للكرة الحالمية
2012-11-14 | منذ 11 سنة    قراءة: 2006
 شكري الحذيفي
شكري الحذيفي



لاغرابة أن تؤول بطولة كأس رئيس الجمهورية إلى تعز العاصمة الثقافية..والحالمة الرياضية..فالأهلاوية والطلعاوية لطالما كانا في الزمن الجميل فريقين فارسين في الملاعب الكروية, ولاحاجة لنا للتأكيد والبرهان وسرد القصص والتفاصيل ورواية التاريخ.. فذلك كله يشع إشعاعاً من جنبات الناديين,رغم مرورهما بفترات غياب قسري..واستراحة سلبية طويلة,لكنهما لم يموتا،بل إن تحت رماد الموات كانت تختزن لهيب الحياة, ورويداً رويداً استعاد الطاهش الحوباني قواه, واسترد العميد هيبته وعاودا معاً رسم لوحة الديربي الأجمل في الحالمة..وكانت الروعة الإثارة,الحماس, الجماهيرية,الألق, النكهة التنافسية, القمة الكروية, عناوين الديربي الأهلاوي ـ الطلعاوي الأول بعد انقضاء أكثر من عشرين عاماً على ديربي الزمن الجميل في الثمانينيات..لكن أجيال هذين العملاقين ورثت جيلاً بعد آخر معاني ودلالات الديربي الحالمي الأول إبان كانت الرياضة في تعز تتصدر, وتنافس, ولها هيبتها ورونقها وجمالها وروعتها, ودهشتها, وفنونها.. وأهازيج وشلال الألحان والأنغام الصداحة في المدرجات, وفوق الأسوار وخارج حدود ملعب الشهداء, ووراء الراديوهات يتفاعل الجمهور, فيقفز فرحاً, ويرقص ويشدو ويصرخ ويتأوه ويتحمس ولايفتر حتى بعد انتهاء المعركة الكروية فتستمر الرياضة والروح الرياضية حاضرة في أوساط الجميع الفائز والخاسر والمتعادلين.. إنها ليست حكايات خيالية, ولا أقاصيص الجدات, بل هي موروث حقيقي نقشته أيام التنافس في ديربي البطلين الأهلي والطليعة التعزيين.
لا حاجة للجماهير أن تغالي أو تغلي
وها هو جيل العام 2012م يحقق البطولة الأولى لكأس رئيس الجمهورية للحالمة, ويهدي الجماهير الوفية بطولة ذات حجم ضخم وعال وغالية الثمن, إنها الذهب والبطولة.. واللقب.. ثم الوصافة والفضية.. ثم الوصافة والفضية.. إنجازان كبيران ينضمان إلى خزانة تعز الرياضية.. فأينما اتجهت بطولة الرئيس فلن تيمم وجهها إلا نحو تعز التي تزدان فيها الأفراح, وتبتهج فيها القلوب.. ولهذا فلا تحتاج الجماهير الوفية أن تغلي أو تغالي.. فكلا اللافتتين الحمراء والبيضاء الأهلاوية والبيضاء والسوداء الطلعاوية تشكلان وجه رياضة تعز المشرق.. ورمز حضورها الكروي.. وينبغي أن يكون نهائي الكأس أنموذجاً في التنافس الميداني..ورائعاً جماهيرياً..ومنضبطاً أخلاقياً.. واندماجاً جميلاً مع الفريقين..كي يؤدي اللاعبون على المستطيل الأخضر العزف الأجمل, ويخلقون الأجواء الكروية التي تعيد إلى الذهنية الرياضية معاني كانت قد توارت تتعلق بأساليب التشجيع التي تشحذ همم اللاعبين, وتعكس الارتقاء بالتنافس في الديربيات التي تجمع بصورة خاصة البطلين الأهلي الطليعة منذ السبعينيات والثمانينيات, وكادت أن تندثر وتتلاشى, بعد غيابهما الطويل عن خارطة الدوري الممتاز..
مهندسو إنجاز كأس الرئيس
إن كل رياضيي الحالمة ومحبي أنديتهما, وعاشقي الجارين المتنافسين على بطولة كأس رئيس الجمهورية, لابد أنهم يشعرون بالابتهاج العميم, والسرور الجميل, الذي افتقده الرياضيون في تعز لفترة طويلة, وبخاصة منذ أخفق الطاهش الحوباني عام 1999م في خطف بطولة الدوري وكانت قاب قوسين أو أدنى من استحقاق الطلعاوية لها.. وها هي بطولة كأس الرئيس هذا العام تتقرر بجهود الكتيبتين الحمراء والبيضاء أنها حالمية نقية مائة في المائة ووراء هذا الإنجاز مهندسو إنجاز بطولة الكأس.. برز ذلك في جهود إدارتي الفريقين الشابتين واجتهاد المدربين الجديرين بالثقة والاحترام والتقدير الكابتن محمد عقلان للأهلي, والكابتن عبدالله الكاتب للطليعة.. إنهما اسمان لهما وزن ثقيل في الكرة الحالمية, بعد إنجازهما الباهر الكبير, الذي فاق التصورات, واجتاز ما كان في خانة المستحيلات.. إنهما (عقلان والكاتب) مدربان بارعان.. ماهران.. مقتدران في تحويل الصعب إلى سهل.. ويقف المستحيل عاجزاً أمام جهودهما ومثابرتهما في سبيل الاعتبار للرياضة الحالمية, بعدما ارتكب اتحاد الكرة بحقهما فظائع وأبكى بقراراته الجائزة قلوب عشاقها وحاول جاهداً القضاء على آمال الحالمة في التوهج, واستعادة تأثيرها على خارطة الحياة الرياضية.. لكن الله تعالى قيض للأهلي والطليعة إدارتين شابتين مجتهدتين.. منحتا المدربين الوطنيين محمد عقلان الأهلاوي, وعبدالله الكاتب الطلعاوي الثقة في تقديم نفسيهما كمدربين جديرين أثبتا ميدانياً بما لايدع مجالاً للشك أنهما من ذوي المهارات التدريبية المقنعة والمقتدرة.. فقط عملا.. ويعملان باجتهاد منقطع النظير وجهودهما توجت بالفوز على ثلاثي عدن (الشعلة – النصر – التلال) من أهلي تعز و(شمسان – ونصر الضالع – وفتح ذمار والهلال) من الطليعة..
وميزتهما أن هذين المدربين يتواريان بعيداً عن الأضواء, حتى جاءتهما الشهرة راغمة بعد تقديمهما فاصلاً مهارياً من التفوق على الفرق الأكثر جاهزية.. فهنيئاً للحالمة بهما وبإنجازهما..ودامت أفراحك ياتعز..
القصوص: الأهلي والطليعة كلاهما بطلان
الأخ فؤاد محمد حسن القصوص.. الأهلاوي ابن أفضل رئيس للنادي الأهلي الحاج محمد حسن القصوص رحمه الله.. أوضح أن تعز بهذه البطولة تكون قد نالت جزءاً من استحقاقها الطبيعي كونها بذلت عبر عقود للحصول عليها.. مهنئاً محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل بهذا الإنجاز كونه تم في عهد محافظ رياضي يؤمن بأهمية الرياضة ويهتم للرياضيين.. مشيراً أن أياً من يفوز بالبطولة نبارك له كونها لن تذهب إلا لنادٍ من أندية تعز.. هما الأهلي أو الطليعة.. وكلاهما بطلان..


مقالات أخرى للكاتب

  • من الاجتماع التاريخي لجمعيتنا الإعلامية لفتتان..!! **
  • الجمعية.. فجر جديد لإعلامنا الرياضي
  • حقد اسود .. خصومة فاجرة

  • التعليقات

    إضافة تعليق